وجاء إعلان بيا عبر منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) يوم الأحد، قال فيه: "أنا مرشح للانتخابات الرئاسية... كونوا على ثقة بأن تصميمي على خدمتكم يتناسب مع التحديات الجادة التي نواجهها".
ويتولى بيا الحكم منذ عام 1982، ما يجعله أقدم رئيس دولة لا يزال في السلطة حالياً. وكان قد شغل قبل ذلك منصب رئيس الوزراء منذ عام 1975. ويُعرف عنه قضاؤه فترات طويلة خارج البلاد، وخصوصاً في سويسرا، برفقة زوجته.
وتُفرض في الكاميرون قيود رسمية على التكهنات بشأن صحة الرئيس، وكان البرلمان قد حظر الحديث عنها في العام الماضي. وتواجه البلاد تحديات داخلية معقدة، من بينها صراع مسلح مستمر منذ عام 2017 بين القوات الحكومية والانفصاليين في المناطق الناطقة بالإنجليزية، أسفر عن مقتل أكثر من 6500 شخص ونزوح نحو 600 ألف.
ورغم أن الكاميرون تُعرّف رسمياً كدولة متعددة الأحزاب، فإن المعارضة السياسية والمجتمع المدني يواجهان قيوداً صارمة. وقد اتُّهمت الحكومة مراراً بالتلاعب في نتائج الانتخابات السابقة، من بينها انتخابات 2018 التي فاز فيها بيا بنسبة 71% من الأصوات، مقابل 14% لأقرب منافسيه.
وفي تعليقه على ترشح الرئيس مجدداً، قال المحامي والناشط الحقوقي نكونجو فيليكس أجبور لوكالة "أسوشيتد برس" إن "إعلان بيا الترشح مجدداً يكرس جمود العملية السياسية في البلاد... بعد أكثر من أربعة عقود في السلطة، ما تحتاج إليه الكاميرون هو التجديد، لا التكرار".
وتواجه الكاميرون أيضاً تهديدات أمنية مستمرة، خصوصاً في شمال البلاد، نتيجة هجمات جماعة بوكو حرام التي تنشط في المناطق الحدودية مع نيجيريا.
ويبلغ عدد سكان الكاميرون نحو 30 مليون نسمة، نصفهم تقريباً دون سن التاسعة عشرة. وتشير التقديرات إلى أن نحو 40% من السكان يعيشون تحت خط الفقر. وفي خضم هذا السياق، أعلن عدد من الحلفاء السابقين لبيا ترشحهم للرئاسة، ما يعكس انقسامات داخل النخبة الحاكمة.
يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه دول إفريقية أخرى محاولات متكررة من رؤساء لإطالة أمد بقائهم في الحكم، مثل الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني، الذي يسعى لولاية سابعة.