وتمّ توقيع الاتفاق بشكل رسمي خلال احتفال نُظّم بمقر وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن الجمعة، بحضور وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ونظيريه في الكونغو الديمقراطية تيريزا كاييكوامبا واغنر، وفي رواندا أوليفييه ندوهونجيرهي.
ووقع وزيرا خارجية البلدين على الاتفاق الذي يتعهدان فيه بتنفيذ المبادئ التي تمّت الموافقة عليها بين الدولتين في أبريل/نيسان 2024، والتي تقضي بانسحاب القوات الرواندية من شرق الكونغو في غضون 90 يوماً، كما تتضمّن أحكاما بشأن "احترام وحدة الأراضي ووقف الأعمال العدائية" في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد الهجوم الذي قادته جماعة M23 المسلّحة.
وتم التوصل إلى الاتفاق بوساطة قطرية أيضاً واستُضيف الرئيس الرواندي بول كاغامي ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي في الدوحة في منتصف مارس/آذار الماضي، ومن المتوقع أن يستقبل ترمب الرئيسَين في البيت الأبيض في يوليو/تموز القادم.
وقال ترمب، بحضور وزيري خارجية الكونغو الديمقراطية ورواندا في البيت الأبيض: "اليوم، يقترب العنف والدمار من نهايتهما، وتبدأ المنطقة بأكملها فصلا جديدا من الأمل والفرص والوئام والازدهار والسلام".
وتابع ترمب: "إنه يوم رائع"، وذلك في معرض إشادته بالاتفاق الذي سيمنح الولايات المتحدة حقوق تعدين في الكونغو الديمقراطية.
وأشاد ترمب بدور قطر والاتحاد الأفريقي الذين بذلا جهودا حثيثة في التنسيق والعمل من أجل تحقيق هذا الاتفاق، وقال إنه يوجه الشكر إلى قطر "التي عملت بشكل وثيق معنا من أجل اتفاق السلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية".
وفي معرض تعليقه على الاتفاق، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو: "إنّها لحظة مهمة بعد ثلاثين عاما من الحرب"، متداركاً أنّه لا يزال هناك "الكثير للقيام به".
من جهته، وصف وزير خارجية رواندا أوليفييه ندوهونجيرهي الاتفاق مع الكونغو الديمقراطية بالتاريخي، موضحا أنهم "جاهزون للتعاون مع الكونغو الديمقراطية لتفعيل بنود الاتفاق" كما تعهد الوزير الرواندي بتسهيل عودة اللاجئين إلى البلاد بشكل آمن وكريم لتحقيق السلام الدائم.
أما وزيرة الخارجية في الكونغو الديمقراطية، تيريز كايكوامبا فاغنر، فقالت: "نبدأ فصلا جديدا يدعو إلى الشجاعة في تطبيق الاتفاق وتحقيق السلام" مشيدة بدور الدوحة التي نظمت أول اجتماع في طريق الاتفاق ويسرت المباحثات ووصلت بها للنجاح.
ومنذ أواخر 2024، تشهد العلاقات بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية تصعيدا خطيرا، على خلفية تجدد النزاع في إقليم شمال كيفو شرقي البلد الأخير، إذ تُتهم رواندا بدعم حركة "M23" المتمردة التي سيطرت على مناطق استراتيجية بالإقليم، وهو ما تنفيه رواندا، ما أدى إلى أزمة إنسانية حادة ونزوح مئات الآلاف من المدنيين.
وفي أبريل/ نيسان 2024، استضاف أمير قطر تميم بن حمد في الدوحة اجتماعا للرئيسين الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي والرواندي بول كاغامي في إطار جهود حل الأزمة بين البلدين.
ومطلع مايو/ أيار الجاري، أعلن وزير الخارجية الرواندي أوليفييه ندوهونجيرهي، إمكانية توقيع اتفاق سلام مع الكونغو الديمقراطية في واشنطن منتصف يونيو/ حزيران المقبل، في خطوة قد تساهم في إنهاء الصراع المستمر شرق الكونغو الديمقراطية.