وجاءت المظاهرة بدعوة من هيئة عائلات الأسرى، التي أصدرت بياناً على منصة إكس قالت فيه: "انظروا في أعينهم، لقد نفد الوقت، إخواننا يمرّون بجحيم في الأسر، قفوا هذا الجنون.. توصلوا إلى اتفاق شامل يعيدهم إلى الوطن".
وتزامن ذلك مع زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى موقع المظاهرة، حيث استقبله المتظاهرون بهتافات، من بينها "أعيدوا المختطفين الآن"، وفق قناة 13 العبرية، التي بثت لحظة وصوله.
وذكرت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية أن ويتكوف التقى عدداً من ذوي الأسرى المحتجزين في الموقع، في حين قال شهود إنّ مطالب العائلات للمبعوث تمحورت حول ضرورة تحريك صفقة تبادل أسرى فورية مع حماس.
وأظهرت مقاطع فيديو بثتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، والأسير أفيتار ديفيد في حالة هزال شديد وفقدان وزن واضح، فيما قالت عائلته إنّ "وضع أفيتار وجّه إلينا مليون لكمة في القلب"، بحسب ما كتبت شقيقته يعلاه على إنستغرام.
وفي سياق مشابه، نشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تسجيلاً مصوراً للأسير روم بارسلافسكي، وُصف بأنه "الأخير قبل فقدان الاتصال به"، حيث بدا هو الآخر في حالة هزال جسدي شديد.
وعلّق يوتام، شقيق الجندي الأسير نمرود كوهين، على المشاهد بقوله: "محرقة، حكومة إسرائيل – المسؤولية عليكم"، في حين طالبت عيديت، والدة الأسير ألون أوهل، باستئناف المفاوضات فوراً، ووصفت الفيديو بأنه "نداء استغاثة".
فيما قالت عنات، والدة الأسير متان أنغرست: "أولادنا أصبحوا هياكل عظمية، وتُركوا ليموتوا، هذا هو انهيار الأخلاق اليهودية".
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيراً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، فيما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وقبل أيام، انسحبت إسرائيل من مفاوضات غير مباشرة مع حماس بالدوحة بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة، جراء تصلُّب مواقف تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات.
ومراراً، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حالياً على إعادة احتلال غزة.
ومنذ بدء الإبادة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس/آذار الماضي بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".
وخلفت الإبادة في غزة نحو 208 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.