وبحسب وزارة الصحة في غزة، استشهد خلال الـ24 ساعة الماضية 101 فلسطيني، وأصيب 625 آخرون، فيما أكدت أن عدد الضحايا من منتظري المساعدات فقط بلغ منذ 27 مايو/أيار ألفاً و320 شهيداً و8 آلاف و818 مصاباً بسبب الاستهدافات المباشرة في أثناء انتظار المعونات.
ومنذ فجر اليوم الخميس، شن الاحتلال الإسرائيلي عدة هجمات دامية على مناطق متفرقة في القطاع، أسفرت عن استشهاد 25 فلسطينياً بينهم أطفال ومنتظرو المساعدات.
وقالت إدارة مستشفى العودة، إن عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفى ارتفع إلى 12 شهيداً و60 جريحاً، جراء استهداف جيش الاحتلال فلسطينيين من منتظري المساعدات قرب نقطة توزيع مساعدات في شارع صلاح الدين وسط القطاع.
كما استشهد 13 فلسطينياً آخرون في غارات استهدفت خياماً للنازحين ومنازل في شمال غزة ودير البلح وخان يونس، من بينهم 5 أطفال، وفق ما أفادت مصادر طبية وشهود عيان.
في الوقت نفسه، استشهد 4 فلسطينيين برصاص الاحتلال شمال رفح، بينما كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية.
وفي ظل استمرار العدوان والتجويع، حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع، مشيرة إلى أن 25 حالة سوء تغذية حاد تُسجل يومياً في عياداتها، وأن عدد الأطفال دون سن الخامسة المصابين بسوء التغذية تضاعف ثلاث مرات خلال الأسابيع الأخيرة.
وقالت إيناس أبو خلف، مسؤولة الاتصالات الإقليمية في المنظمة: "نعمل في غزة منذ 25 عاماً، ولم نشهد كارثة إنسانية بهذا الحجم حتى في الحروب السابقة... لا طعام، لا كهرباء، لا مياه، والناس يخاطرون بحياتهم من أجل رغيف خبز".
وأضافت أن الوضع في غزة "لا يترك مجالاً لما يُسمى العمل الإنساني"، مشيرة إلى أن المساعدات الحالية "مجرد قطرة في محيط من الاحتياجات"، في ظل حصار مطبق وقصف متواصل، ونقص حاد في المستلزمات الطبية والغذائية، وخاصة في شمال القطاع.
كما انتقدت أبو خلف مبادرة "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، التي تديرها إسرائيل والولايات المتحدة خارج إطار الأمم المتحدة، ووصفتها بأنها "غطاء لاستمرار عمليات القتل اليومية بحق المدنيين".
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وصفت الوضع في غزة بأنه "أسوأ سيناريو للمجاعة"، ودعت إلى "إغراق القطاع بالمساعدات" لوقف الكارثة.
والاثنين، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة بحالات الطوارئ توم فليتشر، إن واحداً من كل ثلاثة فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيام، ودعا إلى إيصال المساعدات بشكل سريع.
بينما أشارت أبو خلف إلى أن القصف الإسرائيلي أجبر "أطباء بلا حدود" على إخلاء بعض المراكز الصحية، مؤكدة أن الوضع غير الآمن بغزة يقوض القدرة على إيصال الخدمات الطبية. وأكدت أن لا وجود فعلياً لما يُسمى "مجال العمل الإنساني" في غزة، وأن دعوات رفع الحصار الإسرائيلي ووقف إطلاق النار “لا تلقى آذاناً مصغية”.
وحذرت أبو خلف من نقص حاد في حليب الأطفال والمستلزمات الأساسية مثل الحضانات وأجهزة الموجات فوق الصوتية، وخصوصاً في مستشفيات شمال القطاع، مؤكدة أن وحدات العناية بالرضع تواجه صعوبات (لم تذكرها).
وانتقدت ما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تقودها إسرائيل والولايات المتحدة، ووصفتها بأنها "غطاء لاستمرار عمليات القتل اليومية"، مشددة على أن "الناس يخاطرون بحياتهم للحصول على الغذاء، بينما تكافح المستشفيات من أجل البقاء".
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيلياً وأمريكياً، لكنها مرفوضة أممياً.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وإضافة إلى الشهداء والجرحى ومعظمهم أطفال ونساء، خلفت الإبادة ما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.