بين تصعيد عسكري وحراك سياسي.. حرب غزة تدخل منعطفاً جديداً
الحرب على غزة
5 دقيقة قراءة
بين تصعيد عسكري وحراك سياسي.. حرب غزة تدخل منعطفاً جديداًيواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية المكثفة في قطاع غزة، مع تصاعد واضح في وتيرة الهجمات خلال الأيام الماضية، لا سيما في المناطق الشرقية لمدينة غزة، بالتوازي مع تصعيد الضغوط على السكان في الأجزاء الغربية المكتظة بالنازحين.
استهدفت غارات إسرائيلية أربع مدارس كانت تأوي نازحين، ثلاث منها في حي الزيتون، والرابعة في حي التفاح، وفق مصادر محلية. / AA
30 يونيو 2025

وأصدر الجيش الإسرائيلي، صباح الاثنين، أوامر بإخلاء 18 حيّاً سكنيّاً في شمال القطاع، مطالباً المدنيين الفلسطينيين بمغادرة منازلهم تمهيداً لقصفها، في خطوة تثير مخاوف من موجة نزوح جماعي جديدة.

وحذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، من "المخاطر الجسيمة التي يحملها هذا التهديد، باعتباره تمهيداً لعملية عسكرية مدمرة وغير مسبوقة بحق المدنيين"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية.

وشهدت أحياء الزيتون، الشجاعية، والتفاح في مدينة غزة تصعيداً في القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي، كما استهدفت غارات إسرائيلية أربع مدارس كانت تؤوي نازحين، ثلاث منها في حي الزيتون، والرابعة في حي التفاح، وفق مصادر محلية.

ويبدو أن هدف الاحتلال من هذه العمليات دفع مزيد من سكان المدينة باتجاه مناطقها الغربية، رغم الاكتظاظ الشديد الذي تعانيه تلك المناطق أصلاً نتيجة موجات النزوح السابقة.

ويتزامن التصعيد العسكري الإسرائيلي مع تجدد التحركات السياسية، وسط مؤشرات على إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب الدائرة في القطاع منذ أشهر.

وفي تطوّر لافت هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن أولوية حكومته باتت "تحرير المحتجزين" قبل هدف "تفكيك حماس".

 جاء ذلك خلال زيارة أجراها، مساء الأحد، إلى منشأة تابعة لجهاز الأمن العام (الشاباك) جنوب البلاد، وفق ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو استخدم مصطلح "إنقاذ" الرهائن بدلاً من "إطلاق سراحهم" أو "إبرام صفقة"، في صيغة تُفهم على أنها محاولة للتهرب من التكلفة السياسية لمفاوضات تبادل.

ولفتت إلى أن رئيس الوزراء لا يُلمّح إلى عملية عسكرية، بل إلى احتمال التوصل إلى اتفاق، من جهته، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عبر منصة "تروث سوشيال" إلى إبرام "صفقة في غزة" تُعيد المحتجزين.

 معرباً عن تفاؤله بقرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وقال ترمب الأسبوع الماضي: "أعتقد أننا قريبون جداً من اتفاق".

ورغم الأجواء التفاؤلية، أكدت يديعوت أحرونوت أن المفاوضات لم تُسجل أي تقدم ملموس حتى الآن، واعتبرت الصحيفة أن تصريحات نتنياهو موجهة بشكل رئيسي إلى الرأي العام الداخلي وإلى ترمب، دون أن تعكس بالضرورة مرونة في مواقفه التفاوضية خلف الكواليس.

وأعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، الاثنين، أنه لا توجد حالياً مفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنما اتصالات للوصول إلى صيغة لعودة المفاوضات.

وقال الأنصاري، في مؤتمر صحفي بالدوحة: "لا توجد محادثات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة" وتابع: "توجد اتصالات للوصول إلى صيغة للعودة إلى المفاوضات"، دون إيضاحات. 

وأضاف: "نرى لغة إيجابية من واشنطن بشأن الوصول إلى اتفاق في غزة".

وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى استمرار الضغط الأمريكي على إسرائيل للمضي نحو اتفاق يضع حداً للحرب، في وقت تُصر فيه حركة حماس على شرط إنهاء العمليات العسكرية قبل أي صفقة.

ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصادر سياسية أن المجلس الوزاري المصغّر اجتمع مساء الأحد في القيادة الجنوبية دون التوصل إلى قرار حاسم، فيما أضافت المصادر: "لا يوجد اختراق حتى الآن، لكننا نأمل بتطورات قريبة".

في الاجتماع ذاته، قدّم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي عرضاً لتقدم العمليات الميدانية في قطاع غزة، مشيراً إلى أن قواته باتت تسيطر على ما بين 65% و70% من أراضي القطاع، وفق ما نقلته القناة 12

ونقلت القناة عن رئيس الأركان قوله إن "المرحلة المقبلة تتطلب تحديد هدف واضح لاستكمال الحملة العسكرية".

كما أعادت القناة 12 التذكير بتصريحات سابقة أدلى بها نتنياهو في مايو/أيار، قال فيها إن "تحرير الرهائن أولوية، لكن الهدف الأسمى للحرب يظل الانتصار على العدو".

 وأضاف آنذاك: "أعدنا حتى الآن 147 رهينة من أصل 196، ولا يزال لدينا 59 نعمل على إعادتهم. ولكن غايتنا الكبرى هي الانتصار، لا الاكتفاء بالتحرير".

 ديرمر في واشنطن

يصل وزير الشؤون الاستراتيجية والمقرّب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، رون ديرمر، اليوم الاثنين إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، في زيارة تهدف إلى عقد سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض، وعلى رأس جدول أعمالها ملف الحرب في غزة ودفع صفقة محتملة للإفراج عن الرهائن، حسب ما أفادت به القناة 12 الإسرائيلية.

وتأتي زيارة ديرمر تمهيداً لزيارة مرتقبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة نهاية الشهر المقبل، يتوقّع خلالها أن يلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

 وتُشير القناة إلى أن الإدارة الأمريكية تعوّل على أن تواكب هذه الزيارة انطلاقة تنفيذ صفقة تحرير الرهائن.

ورغم تصاعد الحديث عن تسوية جزئية، تؤكد مصادر سياسية إسرائيلية أن إنهاء الحرب ليس مطروحاً بعد، وأن الحكومة الإسرائيلية لا تزال متمسكة بأهدافها العسكرية في قطاع غزة.

 ونقلت صحيفة إسرائيل اليوم أن المداولات الجارية حالياً تدور حول اتفاق محتمل يستند إلى ما يُعرف بـ"إطار ويتكوف"، والذي يقضي بإفراج جزئي عن الرهائن، يتبعه وقف مؤقت لإطلاق النار، ثم استئناف العمليات العسكرية.

وتضيف الصحيفة أن ديرمر سيبحث مع المسؤولين الأمريكيين شروط هذه الصفقة، خصوصاً في ظل إشارات متكررة من الرئيس ترمب توحي بقرب التوصل إلى تهدئة، ولو مؤقتة، في القطاع.

وحسب إسرائيل اليوم، فإن "إطار ويتكوف" يسمح بترتيب هدنة محدودة تمكّن الجيش الإسرائيلي من استعادة جزء من الأسرى وإعادة تنظيم قواته ميدانياً، قبل مواصلة القتال. وتفيد التقديرات بأن رئيس الأركان يدعم هذا النهج، انطلاقاً من اعتبارات تكتيكية وعملية على الأرض.

في المقابل، عبّر عدد من الوزراء في المجلس الوزاري الأمني المصغّر عن تحفظهم إزاء هذه الصيغة، معربين عن مخاوفهم من أن يتحول وقف إطلاق النار المؤقت إلى تسوية دائمة، بخاصة تحت ضغط واشنطن.

 وتلفت إسرائيل اليوم إلى أن هذا القلق يعكس خشية متزايدة من أن تستخدم الإدارة الأمريكية الاتفاق مدخلاً لفرض تسوية سياسية شاملة تُنهي الحرب دون تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قوله إن "الحرب في غزة يجب أن تنتهي بالنصر فقط، دون الحاجة إلى اتفاقيات أو وسطاء"، في تصريح يعكس موقفاً متشدّداً داخل الحكومة الإسرائيلية إزاء أي مسار تفاوضي.

في المقابل، شنّت عائلات المحتجزين الإسرائيليين هجوماً حاداً على سموتريتش، متهمةً إياه بأنه "لا يملك أي خطة واقعية سوى الترويج لحرب أبدية خالية من الأهداف الواضحة"، حسب ما نقلته الهيئة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 190 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

مصدر:TRT عربي - وكالات
اكتشف
غروسي: تعاون إيران مع الطاقة الذرية التزام قانوني وليس خياراً
الاحتلال يواصل مجازره بحق مجوّعي غزة.. ولازاريني: الأونروا تواجه أزمة وجود
إيران تعتقل 26 شخصاً في خوزستان بتهمة التعاون مع إسرائيل
زعيم إسرائيلي معارض يعلق على قتل المستوطنين ثلاثةَ فلسطينيين بالضفة: مجزرة يهودية عنيفة
مستوطنون يقتلون 3 فلسطينيين ويصيبون 16 واستشهاد طفل في جنين وسط استمرار عمليات الهدم في طولكرم
"القسام" تنشر مشاهد لكمين خان يونس.. والاحتلال يعترف بمقتل 7 جنود وتحقيقاته تكشف عن "خلل خطير"
الحرب في الشرق الأوسط تدفع بكين لإعادة إحياء مشروع "قوة سيبيريا 2" لنقل الغاز الروسي
قمة الناتو.. أردوغان يؤكد في لقائه بزعماء: أولويتنا التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة
عشرات الشهداء بمجازر إسرائيلية جديدة.. و”حكومة غزة”: الاحتلال يقنص المدنيين عند نقاط المساعدات
ترمب يدعي أن اتفاقاً بشأن غزة "بات وشيكاً جداً".. وحماس: الاتصالات بين الوسطاء تكثفت والاحتلال يتلكأ
زهران ممداني.. مسلم اشتراكي ومؤيد لفلسطين يقترب من منصب عمدة نيويورك
كتائب القسام وسرايا القدس تدمران آليات إسرائيلية بخان يونس.. وجيش الاحتلال يقر بمقتل 7 جنود
بعد تقرير الاستخبارات.. ترمب: برنامج إيران النووي عاد عقوداً إلى الوراء بعد تدميره بالكامل
وزيرا دفاع تركيا وهولندا يوقّعان إعلان نيات خلال قمة الناتو في لاهاي
الاحتلال يواصل عمليات الدهم والاعتقال في الضفة الغربية ويهدم 623 منزلاً بالقدس منذ 7 أكتوبر
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us