وأفادت مصادر طبية بأنّ ما لا يقل عن 136 فلسطينياً استشهدوا خلال الساعات الأخيرة، بينهم 38 فلسطينياً قتلوا في أثناء انتظارهم المساعدات، وثلاثة أطفال قضوا جوعاً بسبب سوء التغذية، في ظل انعدام الغذاء ومنع إدخال المساعدات منذ إغلاق المعابر مطلع مارس/آذار الماضي.
في جنوب القطاع، استشهد 32 فلسطينياً بإطلاق نار على منتظري المساعدات شمال رفح، فيما جرى انتشال 8 شهداء من شرق خان يونس، و21 آخرين من مناطق تضم خيام نازحين وقرب صالة دريم ومناطق الحي الياباني وأبراج طيبة، كما توفي الطفل يحيى فادي النجار نتيجة سوء التغذية.
في وسط القطاع، استشهد 11 فلسطينياً في قصف على بلدة الزوايدة، وثلاثة آخرون في مخيم البريج، فيما استشهد طفل قرب جسر وادي غزة برصاص الاحتلال.
أما مدينة غزة، شهدت قصفاً مكثفاً أوقع 6 شهداء بينهم 4 أطفال في حي الدرج، و4 آخرين في أثناء محاولتهم الوصول إلى مساعدات جنوب المدينة. كما أسفر القصف عن استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفلان قرب جسر الشيخ رضوان، إضافة إلى شهداء في الشجاعية والزيتون وشارع الثورة وتل الهوى والصحابة وحي التفاح.
وفي شمال القطاع، سقط عديد من الشهداء في بيت لاهيا وجباليا، بينهم مُسن قُتل بطائرة مسيّرة في العطاطرة، وشاب في دوار الشيخ زايد.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة مساء السبت، أنّ أقسام الطوارئ في المستشفيات تستقبل أعداداً غير مسبوقة من المواطنين في حالة إعياء شديدة نتيجة الجوع، محذرة من "خطر موت محتم" يهدد المئات ممن فقدت أجسادهم القدرة على الصمود.
وقالت الوزارة في بيان مقتضب: "المئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتم نتيجة الجوع"، مؤكدة أن المجاعة تفشت بشكل كارثي عقب إغلاق المعابر الإسرائيلية ومنع دخول المواد الغذائية والطبية.
ويخيم شبح المجاعة على نحو مليون فلسطيني في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة، حيث تمنع إسرائيل منذ أكثر من 100 يوم دخول المواد الغذائية.
من جهة أخرى، اعتقلت البحرية الإسرائيلية 5 صيادين فلسطينيين قبالة سواحل غزة في أثناء محاولتهم اصطياد ما يسد رمقهم. ووفق نقابة الصيادين، فإن البحر أصبح الوسيلة الوحيدة المتاحة للحصول على الغذاء، رغم المخاطر القاتلة.
ورغم التحذيرات والمخاطر، لا يزال بعض الصيادين يخوضون البحر لمسافات قصيرة لا تتجاوز أمتاراً معدودة، في محاولات محفوفة بالخطر والموت، لتأمين الحد الأدنى من الغذاء لعائلاتهم.
كما شكل البحر على مدار أشهر الإبادة متنفساً وحيداً لفلسطينيي قطاع غزة، حيث لجؤوا إليه، خصوصاً في أوقات ارتفاع درجات الحرارة. في وقت توعد جيش الاحتلال بالتعامل مع أي انتهاك للقيود المفروضة على المنطقة البحرية المحاذية للقطاع.
وبينما تحذر مؤسسات الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة، ترفض حتى الآن إعلان المجاعة رسمياً، رغم توافر المعايير الدولية لذلك. ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن أكثر من 650 ألف طفل و60 ألف حامل يواجهون خطر الموت بسبب الجوع وانعدام الرعاية الصحية.
وأفاد المكتب بأن عدد الوفيات جراء الجوع ارتفع إلى 620 شخصاً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 69 طفلاً بينما يدخل يومياً 112 طفلاً إلى المستشفيات للعلاج من الهزال الشديد.
كما ناشدت "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين" (أونروا) العالم مساعدتها على إنقاذ أكثر مليوني إنسان بينهم مليون طفل يواجهون خطر الموت جوعاً في القطاع، وقالت إن لديها مخزوناً يكفي لإطعام السكان كافة لمدة 3 أشهر، لكنها عاجزة عن إدخاله.
ومنذ 2 مارس/آذار 2025، تغلق إسرائيل جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 199 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.