والخميس، وصل ويتكوف إلى إسرائيل في زيارة غير معلنة المدة، التقى خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقالت القناة "12" العبرية الخاصة إن ويتكوف، سيزور، الجمعة، أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" الأمريكية في غزة.
وأعلن البيت الأبيض، في وقات سابق الخميس، أن ويتكوف سيعقد لقاءات ميدانية في قطاع غزة الجمعة، وسيجري اعتماد خطة جديدة لتوزيع المساعدات الغذائية عقب تقديمه تقريره إلى ترمب.
وقالت حماس، في بيانها، إن "زيارة ويتكوف، إلى غزة استعراض دعائي لاحتواء الغضب المتصاعد إزاء الشراكة الأمريكية الإسرائيلية في تجويع أهلنا في القطاع"، وأضافت أن ويتكوف "لا يرى في غزة إلا ما يريد له الاحتلال أن يراه، وينظر إلى المأساة المستمرة بعيون إسرائيلية مضللة".
وتابعت: "من المؤكد أنه لن يطلع على عمل مقصلة الجياع، التي تسمّى (مؤسسة غزة الإنسانية)، وكيف تجهِز مسرح القتل للآلة الحربية الصهيونية".
واعتبرت حماس، أن "إقرار البيت الأبيض بمجاعة غزة بعد إنكارها، من دون إدانة الاحتلال المتسبّب بها، يعني تبرئة الجاني وتوفير الغطاء السياسي لاستمرار الجريمة الأفدح في التاريخ الحديث".
“خطة نهائية” لتوزيع المساعدات
في السياق، قالت متحدثة البيت الأبيض كارولين ليفيت، في موجز صحفي الخميس، إن ويتكوف عقد اجتماعاً "مثمراً" مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في إسرائيل اليوم (الخميس)، تناولت آخر المستجدات في غزة.
وأضافت: "غداً (الجمعة)، سيتوجه الممثل الخاص ويتكوف و(السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك) هاكابي، إلى غزة لتفقد نقاط التوزيع الحالية، ووضع خطة لتوزيع المزيد من المساعدات الغذائية، والالتقاء بأهالي غزة للاطلاع عن كثب على الوضع المتردي في المنطقة".
وتابعت ليفيت: "سيُطلِع الممثل الخاص ويتكوف، الرئيس (ترمب) فور انتهاء زيارته على الخطة النهائية لتوزيع المساعدات والغذاء في المنطقة".
وذكرت القناة "12" العبرية الخاصة أن زيارة ويتكوف لأحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" الأمريكية في غزة تهدف إلى "الاطلاع عن قرب على الوضع الإنساني الصعب في غزة، وبخاصة حالة الجوع التي انتشرت في مناطق عديدة".
وأضافت القناة أن "الحاجة لدى ويتكوف لتحسين الوضع الإنساني في غزة لا تنبع فقط من القلق على الفلسطينيين في القطاع، بل أيضاً من الضغط الشعبي والسياسي المتزايد في الولايات المتحدة".
ويؤكد الفلسطينيون أن آلية توزيع مساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، المستمرة منذ 27 مايو/أيار الماضي بدعم إسرائيلي، تهدف إلى تجميعهم وإجبارهم على التهجير من أراضيهم، تمهيداً لإعادة احتلال غزة.
ومنذ بدء هذه الآلية وصل إلى المستشفيات ألف و330 شهيداً فلسطينياً وأكثر من 8 آلاف و818 جريحاً، جراء إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل متكرر النار على فلسطينيين ينتظرون الحصول على مساعدات، حسب وزارة الصحة.
والأحد، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي "سماحه" بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، وبدء ما سماه "تعليقاً تكتيكياً لأنشطة عسكرية" بمناطق محددة من غزة للسماح بمرور مساعدات.
واعتبرت منظمات دولية أن خطوة إسرائيل "ترويج لوهم الإغاثة" و"خداع إعلامي"، إذ يواصل جيشها استخدام التجويع سلاحاً ضد المدنيين الفلسطينيين عبر إغلاقه المعابر بوجه المساعدات منذ مارس/آذار الماضي.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.