وتعدّ الحكومة التركية، ومنذ فترة طويلة، تنظيم PKK الإرهابي والأذرع التابعة له تهديداً رئيسياً للأمن القومي والاستقرار الإقليمي.
وعلى مدى أكثر من 40 عاماً، كان التنظيم الإرهابي مسؤولاً عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين والجنود ورجال الشرطة. وأكدت أنقرة باستمرار أنه لا مكان لأي تنظيم إرهابي داخل حدود تركيا أو في محيطها، وأن النتيجة الوحيدة المقبولة هي القضاء الكامل على النشاط الإرهابي من خلال نزع السلاح غير المشروط وحل التنظيم.
ورغم أن هذا التطور قد يشكِّل علامة فارقة في الحرب ضد الإرهاب، فإن تركيا تظل حذرة. ويؤكد المسؤولون أن الاختبار الحقيقي يكمن في التنفيذ، عبر إنهاء النشاط المسلح بشكل دائم، وتفكيك البنية التحتية للإرهاب بطريقة يمكن التحقق منها.
وفي هذا السياق، أكد حزب العدالة والتنمية التركي اليوم الاثنين، أن قرار تنظيم PKK الإرهابي حل نفسه والتخلي عن السلاح بعد دعوة زعيمه عبد الله أوغلان، "خطوة مهمة لتحقيق هدف تركيا خالية من الإرهاب".
واعتبر متحدث الحزب عمر جليك، على منصة إكس، أن قرار حل PKK الإرهابي نفسه وتسليم سلاحه بشكل كامل بما يؤدي إلى إغلاق جميع فروعه وامتداداته وهياكله غير القانونية سيكون "نقطة تحول حاسمة".
وشدد على أن المؤسسات الحكومية التركية ستتابع العملية ميدانياً بدقة وتعرض مراحلها على الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأوضح أن قرار حل التنظيم الإرهابي ونزع سلاحه يجب أن يجري تنفيذه بشكل ملموس في جميع أبعاده "داخلياً" و"خارجياً".
بدوره، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي أفقان آلا: "عبرنا عتبة مهمة للغاية على طريق (تركيا خالية من الإرهاب) بإعلان التنظيم الإرهابي (PKK) حل نفسه وإلقاء السلاح".
وأضاف: "وصلنا إلى مرحلة مهمة تتمثل في إنهاء وتصفية جميع الهياكل غير القانونية (للتنظيم الإرهابي)".
وتابع: "ستُفعّل خلال هذه المرحلة الآليات اللازمة لإنجاز الخطوات القادمة وإدارة العملية".
وقال: "نمضي قدماً بعزم نحو هدف (تركيا خالية من الإرهاب) كما حدده الرئيس رجب طيب أردوغان والسيد دولت بهجلي".
من جانبه، قال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون، إن قرار التنظيم الإرهابي الانفصالي PKK حل نفسه وإلقاء السلاح يُعَدّ مؤشراً واضحاً على أن مسار "تركيا خالية من الإرهاب" الذي بدأه الرئيس أردوغان، اكتسب زخماً ووصل إلى مرحلة مهمة.
وأضاف: "تركيا دفعت ثمناً باهظاً وعانت كثيراً لتصل إلى هذه اللحظة بعد أكثر من 40 عاماً".
ولفت إلى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان تقدم العملية بسلامة وسلاسة، وفق نهج يقوم على الشفافية والدقة.
ونهاية فبراير/شباط الماضي، دعا أوغلان إلى حل جميع المجموعات التابعة لـPKK وإنهاء أنشطته الإرهابية المستمرة منذ أكثر من 40 عاماً. وفي نفس السياق، أكد جليك أن الإرادة السياسية للرئيس أردوغان من أجل "تركيا خالية من الإرهاب" ونهجه الشامل، فضلاً عن الدعوة التاريخية لرئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي (لحل التنظيم) وموقفه من التطورات وتوجيهاته، تشكل عناوين تعزيز "الجبهة الداخلية" بشكل كلي في البلاد.