وقال الجيش، في بيان رسمي، إنه شرع خلال اليوم الأخير بـ"شن ضربات واسعة، ونقل قوات للاستيلاء على مناطق داخل قطاع غزة"، مضيفًا أن ذلك يجري في إطار مراحل تنفيذ حملة "عربات جدعون"، والتي أُقرّت من المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" مطلع مايو/ أيار الجاري. وتأتي هذه الحملة بعد استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط، في خطوة تهدف إلى تغيير ميداني شامل بالقطاع.
وتحمل الحملة اسماً ذا دلالات دينية وتاريخية وعسكرية في العقلية الإسرائيلية، مستوحًى من "عملية جدعون" التي نفذتها القوات الصهيونية عام 1948 للسيطرة على منطقة بيسان الفلسطينية.
وتشير التقارير العبرية إلى أن الخطة الحالية تتضمن الإخلاء القسري الشامل لسكان القطاع، بخاصة شماله، مع إقامة مناطق خاضعة لسيطرة الجيش، بما في ذلك "منطقة آمنة" في رفح حيث سيتم فحص الداخلين. كما تؤجل الخطة أي تدخلات إنسانية حتى الانتهاء من التوسع العسكري.
وجاءت هذه الحملة وسط تصعيد غير مسبوق للإبادة الجماعية، حيث رصد مراسل الأناضول استشهاد أكثر من 378 فلسطينياً خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط، تزامناً مع جولة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب في المنطقة، الذي وعد خلالها بـ"مستقبل أفضل لغزة". وبلغ عدد الضحايا أربعة أضعاف حصيلة الأيام الأربعة التي سبقتها.
ويُذكر أن إسرائيل تحاصر غزة منذ 18 عاماً، حيث يعاني نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون من التشريد والمجاعة، وسط إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق جرائم إبادة جماعية، خلّفت حتى الآن أكثر من 173 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 11 ألف مفقود.