جاء ذلك خلال مأدبة عشاء خاصة جمعته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الاثنين في البيت الأبيض، حيث ناقش الطرفان تطورات الحرب في غزة، ومساعي التوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار.
ورفض نتنياهو فكرة إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، معتبراً أن تجربة "دولة حماس" في غزة منذ 2007، على حد وصفه، تُعَدّ دليلاً كافياً على ما قد تؤول إليه الأمور في حال قيام دولة فلسطينية جديدة، وأضاف: "لم يبنوا دولة، بل أنفاقاً ومخابئ، ومن هناك ذبحوا شعبنا وارتكبوا مجازر لم نشهد مثلها منذ الهولوكوست".
ترامب يُحيل السؤال إلى نتنياهو
وعندما سُئل ترامب خلال اللقاء عن موقفه من حل الدولتين، أجاب: "لا أعلم"، ثم أحال السؤال إلى نتنياهو الذي قال بدوره: "يجب أن يحصل الفلسطينيون على صلاحيات لحكم أنفسهم، لكن ليس على صلاحيات تهدّدنا. السلطة السيادية، مثل الأمن الشامل، ستبقى دائماً في أيدينا".
وتابع نتنياهو: "نريد السلام مع الفلسطينيين الذين لا يسعون لتدميرنا، لكننا لن نسمح بتكرار ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول أبداً".
الفلسطينيون يتهمون إسرائيل بتقويض فرص الدولة
في المقابل يتّهم الفلسطينيون الحكومة الإسرائيلية بتقويض فرص إقامة دولتهم من خلال التوسّع الاستيطاني المستمر في الضفة الغربية، وتدمير البنية التحتية لغزة خلال الحرب الجارية، ما ينسف أي أمل بحل الدولتين، وفق ما تؤكّده السلطة الفلسطينية ومنظمات حقوقية.
وكان وزراء في حزب الليكود دعوا مؤخراً إلى ضمّ الضفة الغربية المحتلّة قبل عطلة الكنيست، مستفيدين من دعم الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة ترامب، الذي سبق أن اقترح "خروج الفلسطينيين من غزة"، في طرح أثار استنكاراً واسعاً في المنطقة والعالم.
الحرب والمفاوضات
تأتي هذه التصريحات في وقت تُجرَى فيه مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس في العاصمة القطرية الدوحة، برعاية أمريكية، بهدف التوصُّل إلى اتفاق يشمل وقفاً لإطلاق النار وتبادلاً للأسرى.
وتقدّر إسرائيل عدد أسراها في غزة بـ50 شخصاً، تقول إن 20 منهم أحياء، في حين تعتقل أكثر من 10 آلاف فلسطيني، وسط اتهامات بتعذيبهم وإهمالهم طبياً.
ومنذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي خلّف نحو 1200 قتيل إسرائيلي وفق الرواية الرسمية، تشنّ إسرائيل حرباً مدمّرة على غزة بدعم أمريكي، أسفرت عن استشهاد أكثر من 57 ألف فلسطيني معظمهم نساء وأطفال، وتشريد معظم سكان القطاع.