وهاجم مستوطنون مساء السبت، منازل المواطنين في منطقة واد سعير قرب قرية المنيا، جنوب شرق بيت لحم، عبر رشقها بالحجارة، ما تسبب في حالة من الهلع والخوف في صفوف السكان.
وأفاد زايد كواربة، رئيس مجلس قروي المنيا، بأنّ المستوطنين أطلقوا تهديدات بإحراق المنازل، وسط غياب لأي تدخل من الجهات الرسمية، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وفي سياق متصل، أقدم مستوطنون على تدمير أراضٍ زراعية في بلدة عقربا جنوب نابلس. وقال رئيس بلدية عقربا، صلاح جابر، إنهم اقتلعوا أكثر من 100 شجرة زيتون، ودمروا خزانات مياه، وأسيجة، وبوابات حديدية، إضافة إلى حاووز زراعي، وذلك في أراضٍ تقع على الطريق الواصل بين البلدة وقرية مجدل بني فاضل وتعود ملكيتها لأهالي البلدة.
وأشار جابر إلى أن المستوطنين كانوا قد دمروا في وقت سابق شبكة المياه والاتصالات التي تغذي سبع قرى جنوب عقربا، في إطار تصعيد واضح ضد البنية التحتية الفلسطينية.
وشهدت بلدة سنجل، شمال مدينة رام الله، تصعيداً في اعتداءات المستوطنين، أسفر عن استشهاد الشاب سيف الدين مصلط، بعد تعرضه للضرب المبرح من المستوطنين.
ووفق مصادر محلية، عُثر في وقت لاحق على جثمان الشاب محمد رزق حسن شلبي (23 عاماً)، بعد إصابته بطلق ناري في الصدر خلال المواجهات التي اندلعت في المنطقة، وأسفرت أيضاً عن إصابة نحو 40 فلسطينياً بجروح متفاوتة.
وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية في وقتٍ سابق، بتحرك دولي من أجل وضع حدٍ لجرائم المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، وذلك عقب استشهاد فلسطينيين اثنين باعتداءات للمستوطنين شمال رام الله.
وقالت الوزارة في بيان: "على المجتمع الدولي وقف ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا ومعاناة شعبنا، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات الكفيلة بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ووضع حد لجرائم مليشيات المستوطنين الإرهابية بالضفة الغربية المحتلة".
ومن جهة أخرى، كشفت منظمة التحرير الفلسطينية عن مخطط استيطاني جديد يشمل بناء 2339 وحدة استيطانية في شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية.
وقال "المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان"، التابع للمنظمة، إن المخطط يهدف إلى تعميق عزل القرى الفلسطينية داخل جيوب محاطة بالمستوطنات، ما يُسهم في تفكيك النسيج الجغرافي الفلسطيني.
وحسب التقرير، يتضمن المشروع بناء 1352 وحدة في محافظة قلقيلية، و430 وحدة لتوسعة مستوطنتين شمال شرق رام الله وشمال غرب القدس، إضافة إلى 407 وحدات في بيت لحم، و150 وحدة غربي رام الله.
وأشار التقرير إلى وجود "تكامل في الأدوار" بين وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي يدفع نحو توسيع الاستيطان، ووزير الجيش يسرائيل كاتس، الذي يوفر الحماية للمستوطنين واعتداءاتهم.
يأتي التصعيد في الضفة الغربية بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث تشير المعطيات الفلسطينية إلى أن أكثر من 998 فلسطينياً استُشهدوا في الضفة الغربية، وأُصيب نحو 7000 آخرين، فيما تجاوز عدد المعتقلين 18000 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي غزة، تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، تنفيذ عمليات عسكرية مكثفة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسفرت عن أكثر من 195000 شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 10000 مفقود، ومئات الآلاف من النازحين.