وأوردت وكالة الأنباء السورية "سانا" نقلاً عن مصدر بوزارة الإعلام، تفاصيل "الاتفاق الشامل والفوري" لوقف النار في السويداء، عقب إعلانه من الرئاسة السورية.
وأوضح المصدر السوري أنّ "قوات وزارة الداخلية والأمن بدأت الانتشار في محافظة السويداء، لإنفاذ المرحلة الأولى من تفاهمات وقف إطلاق النار"، مبيناً أنّ "عمل القوات يشمل فض الاشتباك بين المجموعات المسلحة داخل المحافظة وقوات العشائر العربية، تمهيداً لاستعادة الاستقرار والإفراج عن المعتقلين وإخلاء المحتجزين".
وذكر أنّ الاتفاق يتضمن تشكيل لجنة طوارئ تضم وزارات وهيئات حكومية مختلفة، لتسريع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية اللازمة إلى محافظة السويداء، وتوفير الخدمات الأساسية وإصلاح البنية التحتية بما يلبي الاحتياجات العاجلة ويعزز التهدئة، في إطار تطبيق المرحلة الثانية من تفاهمات وقف إطلاق النار.
ولفت إلى أنّ المرحلة الثالثة من الاتفاق تبدأ بعد تثبيت التهدئة بتفعيل مؤسسات الدولة، وانتشار عناصر الأمن الداخلي في جميع أرجاء المحافظة بشكل تدريجي ومنظم، بما يتماشى مع التوافقات التي جرى التوصل إليها سابقاً، بما يضمن سيادة القانون تحت مظلة الدولة.
وفي وقت سابق، أعلنت الرئاسة السورية وقفاً شاملاً وفورياً لإطلاق النار، عقب أسبوع من الاشتباكات الدامية بين عشائر بدوية ومجموعات درزية بالسويداء، تطورت إلى عمليات انتقامية.
وقالت الرئاسة السورية: "في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد، وحرصاً على حقن دماء السوريين والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامة شعبها، واستجابة المسؤولية الوطنية والإنسانية، تعلن رئاسة الجمهورية العربية السورية وقفاً شاملاً وفورياً لإطلاق النار".
ودعت "جميع الأطراف دون استثناء إلى الالتزام الكامل بهذا القرار ووقف جميع الأعمال القتالية فوراً في جميع المناطق، وضمان حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق".
وأهابت الرئاسة "بالجميع فسح المجال أمام الدولة السورية ومؤسساتها وقواتها لتطبيق هذا الوقف بمسؤولية، وبما يضمن تثبيت الاستقرار ووقف سفك الدماء".
وعقب إعلان وقف النار الأخير، دعا الرئيس السوري أحمد الشرع، في كلمة متلفزة، العشائر العربية وطائفة الدروز في السويداء إلى الوقوف "صفاً واحداً" والتزام إعلان وقف النار، فيما عدّه "ظرفاً حساساً".
وأكد وجوب "التصدي بحزم لكل من يسعى لإذكاء نار الطائفية"، مضيفاً: "قوة الدولة تكمن في تماسك شعبها، ونؤكد ضرورة تحقيق العدالة للجميع".
من جانبه، أعلن مجلس القبائل والعشائر السورية التزامه وقف النار في السويداء، مؤكداً استعداده التصدي لطائفة الدروز حال عدم التزامها الاتفاق.
ودعت الرئاسة الروحية للموحدين الدروز في سوريا، إلى إنهاء الاشتباكات في السويداء و"الاحتكام إلى صوت العقل والحكمة والإنسانية، لا للسلاح والفوضى".
والأحد الماضي، اندلعت اشتباكات مسلحة بين عشائر بدوية ومجموعات درزية في السويداء، أعقبتها تحركات للقوات الحكومية نحو المنطقة لفرض الأمن، لكنها تعرضت لهجمات من مجموعات درزية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 321 شخصاً، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وتصاعدت الاشتباكات بين العشائر والدروز في السويداء عقب انسحاب القوات الحكومية مساء الأربعاء الماضي، بموجب اتفاق مع الجماعات المحلية في المحافظة.
وفي إطار مساعيها للحل، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار في السويداء، كان آخرها صباح اليوم السبت.
ولم تصمد اتفاقات وقف إطلاق النار الثلاثة السابقة طويلاً، إذ تجددت الاشتباكات الجمعة، إثر تهجير مجموعة تابعة لحكمت الهجري، أحد مشايخ الدروز في السويداء، عدداً من أبناء عشائر البدو من السنة.