وقال الجيش في بيان الأربعاء: "خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أغار سلاح الجو على نحو 120 هدفاً في أنحاء قطاع غزة"، زاعماً أن الغارات طالت "خلايا مسلحة، ومباني عسكرية، وأنفاق قتال، ومباني مفخخة، وبنى تحتية معادية".
لكن يؤكد السكان في غزة أن الغارات الإسرائيلية تستهدف في الأغلب منازل مدنيين، ومراكز إيواء للنازحين، وتجمعات سكانية في الشوارع، ما يؤدي يومياً إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه البري عبر خمس فرق عسكرية تنتشر في مناطق مختلفة من القطاع، وسط أوضاع إنسانية مأساوية يعاني منها السكان نتيجة القصف المتواصل والنزوح الجماعي ونقص الغذاء والماء والرعاية الطبية.
وقال بيان جيش الاحتلال: "تُعمق قوات الفرقة 98 عملياتها في مدينة غزة شمال القطاع، وتواصل قوات الفرقتين 162 و99 القتال شمال القطاع"، وأضاف: "كما تواصل قوات فرقة غزة 143 عملياتها في جنوب القطاع".
والثلاثاء، قال الجيش في بيان، إن "الفرقة 36 تواصل عملياتها البرية في جنوب قطاع غزة". وتضم الفرقة ألوية عدة، ما يعني أن كل فرقة تضم آلاف العسكريين.
في غضون ذلك، أظهرت صور حديثة التقطتها أقمار صناعية دماراً واسع النطاق في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بفعل العمليات العسكرية.
وقالت صحيفة هآرتس العبرية، الأربعاء، إن صور الأقمار الصناعية الحديثة تكشف أن الجيش "دمّر خان يونس، ثاني أكبر مدن قطاع غزة، وضواحيها، بشكل شبه كامل، ضمن مساحة تمتد إلى نحو 90 كيلومتراً مربعاً وتضم آلاف المنازل".
وذكرت الصحيفة أن الدمار الأشد وقع في بلدتي بني سهيلا وعبسان الكبيرة، إذ هُدمت معظم المباني بالكامل، إضافة إلى بلدة خزاعة التي دُمرت بشكل كامل في بداية الحرب.
وأفادت بأن عمليات التدمير اعتمدت بدرجة كبيرة على الجرافات والمعدات الثقيلة، وأن الجيش استعان بمقاولين من القطاع الخاص يحققون أرباحاً تصل إلى آلاف الشواقل عن كل مبنى يُزال.
ومنذ انتهاء وقف إطلاق النار في مارس/آذار، وانطلاق عملية "عربات جدعون" العسكرية في مايو/أيار، شهدت مناطق شرق خان يونس دماراً غير مسبوق، وصدرت أوامر إخلاء للمدنيين الذين نزحوا إلى غرب المدينة، ولا سيما منطقة المواصي.
وبحسب شهادات نقلتها صحيفة "هآرتس" عن سكان محليين، فإن التدمير لم يكن فقط عبر الغارات الجوية، بل جرى أيضاً بشكل واسع عبر الجرافات، وسط تفجيرات يومية في أرجاء المدينة.
وقال خبير البيانات الجغرافية في الجامعة العبرية، عدي بن نون، إن نحو 2200 مبنى دُمر في وسط خان يونس منذ مايو/أيار الماضي، ما يمثل 7.6% من إجمالي المباني في المدينة، بينما ارتفعت نسبة التدمير أو الضرر الكبير إلى 74% من البنية العمرانية هناك.
وقال أحد الفلسطينيين الذين أُجبروا على النزوح: "هذا ليس مجرد قتال، بل تدمير شامل. لم يبقَ هناك شيء، لم يتخيل أحد مثل هذه القسوة، كل شيء اختفى ببساطة، دُمّر". وحسب الصحيفة فإنه "في جميع أنحاء قطاع غزة، يُقدر أن 70% من المباني دُمرت بالكامل أو تضررت لدرجة أنها لم تعد صالحة للسكن".
وأردفت: "هذا إضافة إلى (تدمير) الأغلبية العظمى من المباني العامة والطرق والبنية التحتية"، و"تُقدر الأمم المتحدة إجمالي أنقاض غزة بنحو 50 مليون طن، وتتوقع أن يستغرق إزالتها 21 عاماً على الأقل"، وفق الصحيفة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 201 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.