جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها الاثنين، عقب مشاركته في القمة السابعة عشرة لقادة مجموعة بريكس التي استضافتها ريو دي جانيرو بالبرازيل يومي 6 و7 يوليو/تموز الجاري.
وأكد فيدان أن مكانة تركيا الدولية وموقفها يجعل كلماتها مسموعة ومرغوبة على العديد من المنصات الدولية، مشيراً إلى وجود مجتمع دولي يسعى للاستفادة من تجارب تركيا وآرائها.
وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن إصلاح النظام الدولي كان من أهم القضايا التي نوقشت في القمة، إلى جانب مسائل أخرى مثل الذكاء الصناعي والتغير المناخي، مع تأكيده التزام تركيا القوي تعهداتها تجاه قضية التغير المناخي.
وتطرق فيدان إلى مقولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن "العالم أكبر من خمس دول"، في إشارة إلى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، موضحاً أن هذه المقولة تعبر عن الظلم واللامساواة في النظام الدولي ولهما انعكاسات على العديد من الأحداث العالمية.
ومنذ عام 2013، ينادي الرئيس أردوغان بتصريحه الشهير للمطالبة بإصلاح منظومة مجلس الأمن الدولي القائمة على سلطة النقض "الفيتو" الممنوحة للدول الخمس دائمة العضوية (بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة)، وداعياً لتفعيل دور الأمم المتحدة من أجل تحقيق عدالة عالمية حقيقية وشاملة.
وبشأن التغير في الموقف الدولي تجاه إسرائيل، قال فيدان إن بعض الجهات الفاعلة في النظام الدولي، بما فيها داعمو إسرائيل، بدأت تنأى بنفسها عن تل أبيب بعد تصاعد الإبادة الجماعية في غزة، وأضاف أن الدعم لإسرائيل حالياً أصبح محدوداً جداً، مع بقاء الولايات المتحدة في مقدمة الدول الداعمة.
وأوضح أن المجتمع الدولي أدان أحداث غزة بشكل شبه شامل، مطالباً بحل الدولتين، لكنه لفت إلى وجود خلل في النظام الدولي بسبب عدم التوصل إلى حلول ملموسة حتى الآن، معتبراً أن هذا الخلل يتطلب إصلاحاً.
وفيما يخص جهود وقف إطلاق النار، أكد فيدان استمرار المحادثات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة مع الأطراف المعنية، معبراً عن تفاؤله النسبي تجاه التوصل لاتفاق، وأوضح أن تركيا قدمت وجهات نظرها وتوجيهات الرئيس التركي بهذا الشأن، مشيراً إلى استعداد حماس لوقف إطلاق النار وإطلاق المحتجزين.
وقال فيدان إن موقف تركيا ثابت بدعم وقف إطلاق النار وتحقيق السلام وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكداً استمرار تركيا في العمل دبلوماسياً مع شركائها من أجل حل الأزمة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 194 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
وبخصوص علاقات تركيا مع إيران، أشار فيدان إلى لقائه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على هامش القمة، مؤكداً استمرار التزام الأطراف وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، لكنه وصف الخطوة التالية بالمبهمة، وخاصة فيما يتعلق باستئناف المفاوضات النووية.
وفي 13 يونيو/حزيران المنصرم، شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدواناً على إيران استمر 12 يوماً، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، فيما ردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، ثم أعلنت واشنطن في 24 من الشهر نفسه وقفاً لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.
وعن مفاوضات إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا، أوضح فيدان أن المحادثات حققت نتائج غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب، منها تبادل عدد قياسي من أسرى الحرب وإعادة رفات القتلى، واصفاً ذلك بنجاح الدبلوماسية الوسيطة.
وأضاف أن المناقشات مستمرة حول إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم أو مؤقت، مشيراً إلى اختلاف وجهات نظر الطرفين، لكنه أبدى تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حلول وسطى عبر الحوار.
وأكد فيدان أن الجانب الروسي أعلن استعدادهم للجولة الثالثة من المفاوضات، بينما تستمر الاتصالات مع الجانب الأوكراني، مضيفاً أن تركيا مستمرة في دفع عجلة الدبلوماسية من دون توقف.
وحول قمة محتملة لزعيمي البلدين أردف فيدان: "في الواقع، لا يرى الجميع، بمن فيهم السيد (فلاديمير) بوتين، أي مشكلة في الاجتماع مع بعضهم. لا توجد مشكلة من حيث المبدأ في اجتماع السيد ترمب وبوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باستضافة الرئيس رجب طيب أردوغان".
وفي 2 يونيو/حزيران الماضي، استضافت إسطنبول جولة ثانية من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا عقب الجولة الأولى في 16 مايو/أيار الماضي، وأسفرت الجولة الثانية عن اتفاقات بشأن تسليم جثث 6000 جندي أوكراني مُجمدة، وتبادل الجنود المصابين بأمراض خطيرة والأسرى دون سن 25 عاماً.
والاثنين، قال متحدث الرئاسة الروسية (الكرملين)، ديمتري بيسكوف، إنهم يتوقعون تحديد موعد الجولة الثالثة من المفاوضات مع أوكرانيا في إسطنبول "قريباً".
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.