ونفذت إسرائيل عملية إنزال جوي، وأعلنت في مطلع الأسبوع عن سلسلة من الإجراءات، من بينها وقف يومي للنشاط العسكري لأغراض إنسانية في ثلاث مناطق بغزة وفتح ممرات آمنة جديدة لقوافل المساعدات، بعد أن أثارت صور الأطفال الذين يتضوّرون جوعاً قلق العالم.
وذكرت وزارة الصحة في غزة اليوم أن 14 شخصاً على الأقل ماتوا من الجوع وسوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع عدد من استشهدوا بسبب الجوع إلى 147 شخصاً، من بينهم 89 طفلاً، معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية فقط.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه جرى إرسال 60 شاحنة مساعدات إلى غزة، لكن هذا العدد أقل من احتياجات سكان القطاع.
وقال سامر عبد الجابر المدير الإقليمي للبرنامج في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشرق أوروبا لرويترز، "60 شاحنة لا تكفي بالتأكيد، وبالتالي نهدف في الوقت الراهن إلى إدخال 100 شاحنة يومياً إلى غزة".
وذكر البرنامج أن ما يقرب من 470 ألف شخص في غزة يعانون ظروفاً تشبه المجاعة، وأن هناك 90 ألف امرأة وطفل بحاجة إلى علاجات غذائية متخصصة.
الأمم المتحدة: واحد من كل ثلاثة فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيام
في السياق، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، الاثنين، إن واحداً من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يأكل منذ أيام، داعياً إلى إيصال المساعدات بشكل سريع وإرساء وقف دائم لإطلاق النار.
وأكد فليتشر في بيان أن "غزة تعيش أزمة إنسانية أمام أعين العالم"، مشيراً إلى أن الذين يحاولون الحصول على المساعدات الغذائية يتعرضون لإطلاق النار، والأطفال "يذوبون" من الجوع.
وأوضح أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يتناولوا الطعام منذ أيام، وقال: "لا ينبغي منع المساعدات أو تأخيرها أو توزيعها تحت وطأة الهجمات".
وأكد فليتشر أن قوافل المساعدات يجب أن تحصل على الإذن لعبور الحدود بسرعة، وشدّد على ضرورة إنهاء استهداف الأشخاص خلال محاولتهم الحصول على المساعدات الغذائية.
وفيما يتعلق بقرار إسرائيل اتخاذ خطوات للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، أكد فليتشر ضرورة تقديم "مساعدات ضخمة لمنع المجاعة والأزمة الصحية التي وصلت إلى أبعاد كارثية".
تجويع إسرائيل لغزة
في غضون ذلك، قال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، إن "إسرائيل سمحت بدخول 94 ألف شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة" منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومتجاهلاً دعم بلاده لتل أبيب في إبادة غزة، وصف جونسون في مقابلة مع قناة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، مساء الأحد، الصور القادمة من القطاع الذي يعاني من أزمة جوع نتيجة الحصار الإسرائيلي، بأنها "مؤلمة وتفطر القلب".
وادعى أن إسرائيل "سلّمت 94 ألف شاحنة مساعدات غذائية" إلى غزة منذ بدء هجماتها على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو ما يؤكد استخدام إسرائيل التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين في غزة، بحسب تقديرات أممية.
واستناداً للتقديرات الأممية، كان من المفترض دخول نحو 396 ألف شاحنة مساعدات إلى غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى اليوم على الأقل.
وبناءً على الأرقام التي ادّعاها جونسون (94 ألف شاحنة)، فإن ما جرى إدخاله فعلياً أقل من ربع ما يحتاجه الفلسطينيون (23 بالمئة)، ما يؤكد استخدام إسرائيل التجويع سلاحاً ضد أكثر من مليوني فلسطيني.
جونسون زعم أن حماس "سرقت جزءاً كبيراً" من هذه المساعدات، لكن مقدم البرنامج أشار إلى تقريرٍ لصحيفة نيويورك تايمز، يؤكد فيه أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يعثر على دليل يثبت أن حماس تسرق المساعدات الإنسانية التي توصلها الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية إلى غزة.
وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي.
وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار 2025، جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبّب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 1008 فلسطينيين على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
ويتزامن ذلك مع حرب إبادة جماعية تشنّها إسرائيل في غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.