وذكرت مصلحة مياه محافظة القدس في بيان، اليوم الاثنين، أنّ مستوطنين هاجموا آبار مياه عين سامية شرقي رام الله، وخلفوا تخريباً ودماراً كبيرين فيها، أديا إلى انقطاع الاتصال والتحكم بالكامل بها، منوهةً إلى أنّ هذه الآبار هي المصدر الوحيد لتزويد عشرات القرى والتجمعات السكنية بالمياه.
وأشار البيان إلى أنّه رغم توجه المصلحة بالشكوى إلى الجهات الرسمية كافة، فإن اعتداءات المستوطنين تزداد وتيرتها ووحشيتها يوماً بعد يوم، مؤكدةً أنّه في حال عدم وضع حد فوري لهذه الاعتداءات، فإنّ المنطقة جميعها ستتعرض لكارثة مائية لم يسبق لها مثيل.
وتقع آبار عين سامية في السفوح الشرقية للضفة الغربية، وتشهد منذ ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هجمات استيطانية كبيرة، لكن مع بدء حرب الإبادة في غزة سيطر المستوطنون الإسرائيليون على المنطقة وطردوا المزارعين الفلسطينيين منها، الأمر الذي يعوق سلطة مياه القدس عن أداء عملها.
ويوجد في عين سامية الواقعة في أراضي بلدة كفر مالك شرقي رام الله، 6 آبار مياه، تزوِّد غالبية بلدات شرقي رام الله بمياه الشرب، منذ ستينيات القرن الماضي، وتحوي المنطقة -حسب أرشيف مجلس قروي كفر مالك- آثاراً تعود إلى عهود كنعانية وبيزنطية وعثمانية.
وتقع المنطقة على السفوح الشرقية لجبال رام الله المطلة على غور الأردن، وتعد "السلة الغذائية" لبلدة كفر مالك، حيث تزرع بالحبوب، والزعتر، والحمضيات والخضار.
وبالتوازي مع الإبادة في قطاع غزة، صعَّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد 998 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
يأتي ذلك فيما ترتكب إسرائيل، بدعمٍ أمريكي مطلق، إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلَّفت أكثر من 196 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، فضلاً عن مئات آلاف النازحين.