وفي الوقت الذي تزعم فيه إسرائيل حرصها على الدروز في سوريا، شنّ طيرانها الحربي، الأربعاء، غارة على منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق، أدت إلى إصابة مدنيين سوريين بينهم دروز، حسب ما أفادت به وكالة «سانا». وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أن المصابين نُقلوا إلى مستشفى زيف في مدينة صفد شمالي فلسطين المحتلة، وأضاف أن قواته المنتشرة في جنوب سوريا «مستعدة لمنع دخول قوات معادية إلى القرى الدرزية»، على حد تعبيره.
وفي سياق متصل، أفادت إذاعة جيش الاحتلال بأن مروحية نقل تابعة لسلاح الجو أنزلت للمرة الأولى «مساعدات إنسانية» للدروز في منطقة جبل الدروز بمحافظة السويداء، على بُعد نحو 70 كيلومتراً من الحدود، وهو ما رُوّج له كمبادرة إنسانية، رغم بُعد المنطقة عن ما تُعرف بـ«المنطقة الأمنية» التي تسيطر عليها إسرائيل جنوب سوريا.
وتأتي هذه الادعاءات في ظل توترات شهدتها منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا جنوب دمشق، على خلفية تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية تضمّن «إساءة» للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ما أدى إلى احتجاجات وصدامات مسلّحة سقط فيها قتلى وجرحى من المدنيين وقوات الأمن، قبل أن تُعيد الأخيرة الهدوء بالتنسيق مع وجهاء المنطقتين.
وعلى إثر ذلك، شنّت إسرائيل، تحت مزاعم «حماية الدروز»، غارات جديدة على مواقع قرب القصر الرئاسي في دمشق فجر الجمعة، إلى جانب استهدافها أشرفية صحنايا، ما خلّف خسائر بشرية في صفوف المدنيين الدروز، حسب الإعلام الرسمي السوري.
وتحذّر مصادر سورية من محاولات إسرائيلية لاستغلال الطائفة الدرزية ذريعة لفرض تدخل مباشر في سوريا، وسط تأكيد دمشق على أن جميع مكونات الشعب السوري متساوون في الحقوق. ويأتي ذلك في سياق تدخل عسكري إسرائيلي متصاعد، رغم أن الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع لم تصدر أي تهديدات تجاه تل أبيب.
وتواصل إسرائيل شنّ غارات شبه يومية منذ أشهر على الأراضي السورية، أسفرت عن سقوط مدنيين وتدمير مواقع وآليات تابعة للجيش السوري. ومنذ عام 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان، وقد أعلنت بعد انهيار الوضع الداخلي في سوريا، انهيار اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974، ووسّعت وجودها العسكري في المنطقة العازلة.