العالم
5 دقيقة قراءة
أفكار جنسية منحرفة ومشاهد خادشة.. كيف تتسلل الإباحية إلى ألعاب أطفالنا؟
تحولت الألعاب الإلكترونية لدى الأطفال من مجرد تسلية إلى خطر يداهم عقول الكثير منهم في مختلف دول العالم. حيث إنه في ظل غياب أي تشريع يقنن استعمالها وتصميمها، أصبحت هذه الألعاب بوابة لنشر الكثير من الأفكار والسلوكيات الخطيرة، وكانت "الإباحية" إحداها.
أفكار جنسية منحرفة ومشاهد خادشة.. كيف تتسلل الإباحية إلى ألعاب أطفالنا؟
أفكار جنسية منحرفة ومشاهد خادشة.. كيف تتسلل الإباحية إلى ألعاب أطفالنا؟ / Others
18 فبراير 2022

غزت الألعاب الإلكترونية في السنوات الأخيرة العديد من المجتمعات، ولم تستثن في ذلك أي فئة عمرية. ولاقت رواجاً وإقبالاً كبيرين بخاصة لدى الأطفال واليافعين، الذين تحول كثير منهم، وفق دراسات مختصة، إلى مدمنين على هذه الألعاب ويقضون فيها أوقاتاً أكثر مما يقضونه في غيرها من النشاطات اليومية.

وبعد أن كانت الألعاب وسيلة للترفيه وتنمية مهارات الطفل وقدراته الإدراكية، تحول الكثير من الألعاب الإلكترونية إلى خطر على عقول الأطفال وحياتهم، وتؤثر على الكثير من سلوكاتهم وأفكارهم، بخاصة في ظل غياب الرقابة الأسرية، وفي غياب التشريع القانوني الذي يؤطر تصميمها ونشرها ومن ثم استعمالها.

وفي الوقت الذي ازدادت فيه شكايات الأسر والمنظمات الحقوقية، من الأثار السلبية لهذه الألعاب وبخاصة التي تشجع على العدوانية وبعض السلوكيات المنحرفة الأخرى، أثير مؤخراً الجدل بشكل محموم حول تورط الكثير من هذه الألعاب في تمرير الأفكار الجنسية والمشاهد الخادشة للحياء، مما يستدعي إجراء حازماً تجاهها، واتخاذ تدابير وقائية لمكافحة انتشارها أو وصولها إلى أيدي الأطفال واليافعين.

مشاهد جنسية في أكثر ألعاب الأطفال انتشاراً

كشف تقرير سابق لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن وجود "مشاكل جنسية" في لعبة "روبلوكس Roblox " وهي واحدة من أكثر ألعاب الأطفال شيوعاً حول العالم. وحسب ما جاء في التقرير، فإن أحد مشاهد اللعبة على سبيل المثال لا الحصر، قد أظهرت "رجلاً عارياً يرتدي طوق كلب فقط، وتقوده امرأة" وهذا بالإضافة إلى الكثير من المشاهد الأخرى الصادمة والخادشة للحياء.

ولم تكن هذه المشاهد في اللعبة الشهيرة اكتشاف "بي بي سي" وحدها وإنما كانت جزءاً من العديد من الشكايات، للاعبين قد أبلغوا بدورهم عن وجود مشاهد وسلوكيات غير لائقة في لعبة روبلوكس، والكثير من الألعاب الإلكترونية الأخرى.

ووفق إحصائيات رسمية، فإن هذه اللعبة تستقطب شهريا أكثر من 200 مليون مستخدم نشط، جزء كبير منها من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عاماً. وهو ما أثار المخاوف والقلق لدى الكثير من الأسر، ودعوا المسؤولين عن هذه الألعاب إلى تقييد المشاهد والوصول إلى الكثير من تجارب اللعبة من قبل الأطفال.

وإن كانت لعبة "روبلوكس" الأشهر والأكثر رواجاً لدى الأطفال إلا أنها ليست الوحيدة، التي تعرض مشاهد جنسية وأفكاراً شاذة لدى هذه الفئة القاصرة، فلعبة "حياة ثانية Second Life " اشتهرت بذلك أيضاً، وتتيح للأطفال ممارسة الجنس باستخدام شخصيات افتراضية.

وتفاعلاً مع العديد من الشكايات بشأن هذه اللعبة، تدرس بعض الجهات الرسمية في عدة دول حول العالم، ومن أبرزها ألمانيا سن قوانين وتشريعات لتجريم "الجنس الإفتراضي" مع الأطفال، داعية إلى التشديد على المسؤولين على هذه الألعاب.

وقد تفاعلت العديد من الحكومات العربية والأجنبية سابقاً مع الكثير من الحوادث التي هزت مجتمعاتها وكان سبباً فيها الألعاب الإلكترونية التي روجت لأعمال العنف والجرائم والتطرف وغيرها من السلوكيات العدوانية. وتدق اليوم أيضاً نواقيس الخطر، لظاهرة لا تقل خطورة عن ذلك وهو ما تقوم به هذه الألعاب من نشر لأفكار شاذة وجنسية للأطفال، الذين لا يملك أكثرهم القدرة على التمييز بين السلوكات الخاطئة والصائبة، بخاصة مع غياب الرقابة الأبوية. وتحولت بذلك أداة التسلية العصرية، إلى مدمر إلكتروني يفسد أخلاق الأطفال، وثقافة المجتمعات.

هل يمكن مجابهة ذلك؟

ادعت الجهات المسؤولة عن الألعاب التي صدرت في حقها شكايات وبلاغات من أسر المستخدمين وجهات الادعاء الحكومية، بأنها قد طورت الكثير من الخاصيات لمنع وصول الأطفال إلى الكثير من التجارب والمشاهد الافتراضية.

وأكد بدوره المسؤول عن لعبة "ربولوكس Roblox" بأنه تم تطوير الكثير من الخصائص في اللعبة لضمان الرقابة الأبوية على الأطفال المستخدمين لها، وذلك بتصميم قيود مقفلة باستخدام رقم التعريف الشخصي، بطريقة لن يتمكن الطفل فيها من تجاوز هذه القيود ما لم يكن لديه هذا الرقم.

ويعتبر كثيرون أن هذه التطمينات والتعهدات تعد غير كافية لمجابهة خطر كبير محدق بعقول الأطفال وسلوكاتهم.

وفي هذا السياق قال آندريه بيشسكيه، رئيس تحرير KRAWALL.DE أهم المجلات الإلكترونية التي تتحدث عن الألعاب الإلكترونية، في تصريح إعلامي، بأنه لم يحدث في الواقع، أي نقاش جدي خلال العشر سنوات الماضية حول أخلاقيات تصنيع وإنتاج الألعاب الإلكترونية العنيفة ضمن هذا القطاع. ويعتمد المصنعون، حسب آندريه، على تسخيف هذا الجدل اعتماداً على عدم وجود أي إثبات علمي يربط ما بين العديد من السلوكات والألعاب الإلكترونية.

وبذلك تقع المسؤولية اليوم مناصفة على عاتق الأسر والهيئات التربوية لنشر الوعي والرقابة الكافية، كما تقع المسؤولية على الجهات المختصة في الدفع في اتجاه تقنين استخدام ونشر هذه الألعاب والرقابة على المحتوى الأخلاقي فيها، وفق ما أكده خبراء واختصاصيون.

مصدر:TRT عربي
اكتشف
غروسي: تعاون إيران مع الطاقة الذرية التزام قانوني وليس خياراً
الاحتلال يواصل مجازره بحق مجوّعي غزة.. ولازاريني: الأونروا تواجه أزمة وجود
إيران تعتقل 26 شخصاً في خوزستان بتهمة التعاون مع إسرائيل
زعيم إسرائيلي معارض يعلق على قتل المستوطنين ثلاثةَ فلسطينيين بالضفة: مجزرة يهودية عنيفة
مستوطنون يقتلون 3 فلسطينيين ويصيبون 16 واستشهاد طفل في جنين وسط استمرار عمليات الهدم في طولكرم
"القسام" تنشر مشاهد لكمين خان يونس.. والاحتلال يعترف بمقتل 7 جنود وتحقيقاته تكشف عن "خلل خطير"
الحرب في الشرق الأوسط تدفع بكين لإعادة إحياء مشروع "قوة سيبيريا 2" لنقل الغاز الروسي
قمة الناتو.. أردوغان يؤكد في لقائه بزعماء: أولويتنا التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة
عشرات الشهداء بمجازر إسرائيلية جديدة.. و”حكومة غزة”: الاحتلال يقنص المدنيين عند نقاط المساعدات
ترمب يدعي أن اتفاقاً بشأن غزة "بات وشيكاً جداً".. وحماس: الاتصالات بين الوسطاء تكثفت والاحتلال يتلكأ
زهران ممداني.. مسلم اشتراكي ومؤيد لفلسطين يقترب من منصب عمدة نيويورك
كتائب القسام وسرايا القدس تدمران آليات إسرائيلية بخان يونس.. وجيش الاحتلال يقر بمقتل 7 جنود
بعد تقرير الاستخبارات.. ترمب: برنامج إيران النووي عاد عقوداً إلى الوراء بعد تدميره بالكامل
وزيرا دفاع تركيا وهولندا يوقّعان إعلان نيات خلال قمة الناتو في لاهاي
الاحتلال يواصل عمليات الدهم والاعتقال في الضفة الغربية ويهدم 623 منزلاً بالقدس منذ 7 أكتوبر
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us