وسيمثل الجانب الآسيوي في هذا الاجتماع وزير خارجية ماليزيا، محمد حسن، بصفته الرئيس الدوري للآسيان، والأمين العام للآسيان، كاو كيم هورن.
وقد شارك الوزير فيدان آخر مرة في اجتماع ثلاثي مماثل في فينتيان، لاوس، في 26 يوليو/تموز 2024، وذلك في إطار الاجتماع السابع والخمسين لوزراء الخارجية.
وتُعقد هذه الاجتماعات الثلاثية مرة واحدة سنوياً على هامش اجتماعات وزراء خارجية الآسيان، وتضم وزراء خارجية الدول الشريكة في الحوار القطاعي، ووزير خارجية الدولة الرئيسة للآسيان، والأمين العام للآسيان.
وتناقش هذه الاجتماعات الوضع الحالي للتعاون الثنائي والآفاق المستقبلية، كما من المخطط أيضاً أن يجري الوزير فيدان لقاءات ثنائية على هامش اجتماع الآسيان.
ومن المتوقع أن يؤكد الوزير فيدان خلال الاجتماع عدة نقاط، أبرزها أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ تقع في قلب التحديات الجيوسياسية والاقتصادية والبيئية، وأن تركيا، التي تتابع من كثب هذه التطورات، تدعم التعددية الفعالة، كما سيناقش فيدان تأكيد تركيا أهمية التعاون والشمول والحوار على أساس المنفعة المتبادلة والأولويات المشتركة مع دول المنطقة في إطار مبادرة "آسيا من جديد".
كما سيتحدث فيدان حول تركيز تركيا تركز على تطوير برنامج يشمل الحوار السياسي والتعاون الإقليمي الموجه نحو التنمية مع دول الآسيان، بجانب تأكيد استعداد أنقرة للمساهمة في مجالات تتطلب جهوداً مشتركة مثل الكوارث الطبيعية، والجرائم العابرة للحدود، والتنمية، واضطرابات سلاسل التوريد التجارية، والفقر، والأمن الغذائي.
وفي الشأن الدولي، من المتوقع أن يؤكد الوزير فيدان مشاركة تركيا لموقفها المبدئي ونهجها الدبلوماسي لحل الأزمات الإقليمية مثل أوكرانيا وغزة، وأيضاً تأكيد أن العدوان الإسرائيلي يشكل تهديداً للسلام والاستقرار في المنطقة وخارجها، مع التشديد على أن حل القضية الفلسطينية بحل الدولتين ضروري لحل جميع قضايا الشرق الأوسط.
كما سيشير فيدان إلى أن الجهود المشتركة أصبحت أكثر أهمية بسبب عدم قدرة الآليات العالمية على إيجاد حلول، وعرض مساهمات تركيا الملموسة في هذه الجهود.
تركيا والآسيان: تعميق الشراكة
وخطت تركيا خطوتها الأولى نحو إقامة علاقات مؤسسية مع الآسيان في عام 2010 عندما أصبحت طرفاً في معاهدة الصداقة والتعاون، وهي إحدى الوثائق الأساسية للآسيان، وفي عام 2017، أصبحت تركيا شريكاً حوارياً قطاعياً للآسيان.
ويتقدم التعاون في إطار الشراكة الحوارية القطاعية مع الآسيان من خلال المشاريع المنفذة مع الدول الأعضاء في الآسيان والأمانة العامة.
وفي السنوات الأخيرة، تعززت العلاقات مع الآسيان من خلال مشاريع ومبادرات ملموسة، وقد جرى تحديث وثيقة "مجالات التعاون العملي"، وهي خطة عمل الشراكة الحوارية القطاعية بين تركيا والآسيان، لتشمل الفترة 2024-2028، ما أدى إلى توسيع مجالات التعاون مع الآسيان.
ويعد تعميق المشاركة مع الآسيان ودولها الأعضاء أحد أولويات مبادرة تركيا "آسيا من جديد"، ويتمثل الهدف النهائي لتركيا في إطار سعيها لإقامة علاقات مؤسسية مع الآسيان، هو تحقيق فئة الشراكة الحوارية، وهي أعلى فئة شراكة للدول غير الإقليمية.
وتحقيقًا لهذه الغاية، قدمت تركيا طلبها الرسمي للشراكة الحوارية مع الآسيان في عام 2024.
وفي إطار مبادرة "آسيا من جديد"، تولي تركيا أهمية ليس فقط للتعاون الثنائي مع دول المنطقة، ولكن أيضاً للتعاون في إطار الآسيان، ولدى تركيا سفارات في جميع الدول العشر الأعضاء في الآسيان.
وتعد منطقة الآسيان، التي يبلغ عدد سكانها نحو 690 مليون نسمة، ما يقرب من 9% من سكان العالم، مركز جذب للاقتصاد العالمي، وهي ثالث أكبر اقتصاد في آسيا وخامس أكبر اقتصاد في العالم، إذ يبلغ ناتجها المحلي الإجمالي 3.95 تريليون دولار أمريكي.
كما يُعترف عموماً بالدور المركزي للآسيان في تحقيق السلام والاستقرار والأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وارتفع حجم التبادل التجاري بين تركيا ودول الآسيان من 6.5 مليار دولار أمريكي في عام 2010، إلى 12 مليار دولار أمريكي في عام 2017 (عندما تأسست شراكتنا الحوارية القطاعية)، ووصل إلى 15.7 مليار دولار أمريكي في عام 2024.
ويتقدم التعاون التركي مع الآسيان في مجالات مثل التجارة والاستثمارات، والتعليم، وإدارة الكوارث، والزراعة، وتنمية القدرات، والملاحة البحرية، والتنمية المستدامة، والتحول الأخضر، والتكنولوجيا، وترغب تركيا في تعزيز علاقاتها مع الآسيان والدول الأعضاء فيها في جميع المجالات الممكنة بما يخدم المنفعة المتبادلة والأولويات المشتركة.