أفادت مصادر محلية بأن الجيش تمكّن من استعادة أحياء بري والرياض والمعمورة وأركويت والجريف، كما سيطر على أحياء النزهة والصحافة وجبرة والكلاكلة اللفة.
وخرج عشرات المواطنين في الشوارع، احتفالاً بدخول الجيش إلى أحيائهم للمرة الأولى منذ اندلاع القتال مع "قوات الدعم السريع" في أبريل/نيسان 2023.
وقال شهود عيان إن الجيش انتشر في الشوارع الرئيسية، بينها شارع الستين، والصحافة زلط، وأوماك، بجانب شارع الكلاكلة اللفة المؤدي إلى منطقة جبل أولياء (معقل الدعم السريع).
من جانبه، أعلن سلاح المدرعات للجيش السوداني في بيان أن قواته فرضت سيطرتها الكاملة على مقر الدفاع الجوي، بحي العمارات جنوب الخرطوم.
وأمس الثلاثاء، قال الجيش السوداني في بيان، إنّ "القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى، مدعومةً بالشعب السوداني، تستمر في عمليات تطهير البلاد من ميليشيا (الدعم السريع) في طريق إنهاء التمرد ونشر الأمن والاستقرار".
ونشر الجيش عبر صفحته الرسمية على فيسبوك خريطة حديثة توضح مواقع سيطرة الحكومة السودانية، التي تُظهِر سيطرة واسعة للجيش في العاصمة الخرطوم وولايتي النيل الأبيض وجنوب كردفان (جنوب).
وانحصرت “قوات الدعم السريع” في ولايات دارفور (4 ولايات غرب)، وأجزاء من ولايتي شمال وغرب كردفان (جنوب)، وفق الخريطة.
وأفاد شهود عيان أن “قوات الدعم السريع” انسحبت من أحياء بري وأركويت شرق الخرطوم والأزهري والصحافة جنوب المدينة.
ونشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لاحتفالات مواطني حي بري بخروج “الدعم السريع” من منطقتهم للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023.
من جانبها قالت “قوات درع السودان”، بقيادة أبو عاقلة كيكل، المسانِدة للجيش السوداني، إنّ قواتها سيطرت على مشروع سندس الزراعي، جنوب منطقة جبل أولياء، المعقل الرئيسي لـ”قوات الدعم السريع” أقصى جنوب الخرطوم.
وأشارت في بيان إلى أن قواتها بعد سيطرتها على مشروع سندس (الذي تبلغ مساحته نحو 110 آلاف فدان) صارت على بُعد 14 كيلومتراً من منطقة جبل أولياء، التي تضم سدّ وجسر جبل أولياء، آخر جسور الخرطوم الذي ما زالت تسيطر عليه “قوات الدعم السريع”.
يُذكر أن الجيش و”قوات الدعم السريع” يخوضان منذ أبريل/نيسان 2023 صراعاً دامياً أسفر، وفقاً للأمم المتحدة والسلطات المحلية، عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليوناً آخرين. وحسب دراسة أجرتها جامعات أمريكية، قد يصل عدد القتلى إلى نحو 130 ألفاً.
والأحد الماضي، أعلن الجيش السوداني مواصلة عمليات "التمشيط العسكري" وسط العاصمة الخرطوم، واستعادته السيطرة على مواقع جديدة.
وخلال الأيام الماضية، فرض الجيش سيطرته على معظم مباني الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة وسط الخرطوم ومنطقة المقرن، كما استطاع استعادة السيطرة على جزيرة توتي.
تأتي هذه التطورات بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة على القصر الرئاسي، الجمعة، فيما أقرت "الدعم السريع" بفقدان القصر، لكنها رأت أن سقوطه لا يعني خسارة الحرب.
وفي الأسابيع الأخيرة، تسارعت وتيرة تقهقر “قوات الدعم السريع” في عدة ولايات، منها الخرطوم، والجزيرة، والنيل الأبيض، وشمال كردفان، وسنار، والنيل الأزرق، وسط تقدم مستمر لقوات الجيش.