وأعلنت مصادر طبية ارتفاع عدد الشهداء جراء القصف المتواصل على غزة منذ فجر اليوم السبت إلى 29 شهيداً.
وتمكّنت الطواقم الطبية وفلسطينيون من انتشال جثامين 10 فلسطينيين من بين أنقاض منزل في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، استهدفه جيش الاحتلال الإسرائيلي فجراً.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين، في قصف مسيّرة إسرائيلية تجمعاً للمدنيين، في حي الدرج بمدينة غزة.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الشرقية لحيي التفاح والزيتون شرق مدينة غزة، فيما شن الجيش غارات جوية على حيي الزيتون والشجاعية شرق المدينة.
واستهدفت المدفعية الإسرائيلية أيضاً المناطق الشمالية الشرقية من مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين.
وذكرت مصادر طبية أن فلسطينيَّيْن آخرَين استُشهدا برصاص أطلقته مسيرة "كواد كابتر" في منطقتين مختلفتين، الأولى في شارع كشكو بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، والثانية في "قيزان رشوان" جنوب خان يونس جنوب القطاع.
وأشارت المصادر إلى "استشهاد شاب متأثراً بجراح أُصيب بها قبل أيام في قصف مدرسة أبو هميسة التي تؤوي نازحين بمخيم البريج وسط القطاع".
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن عدداً من المصابين وصل إلى مستشفى العودة جراء إطلاق قنبلة من مسيرة "كواد كابتر" قرب مدينة الأسرى على شارع الرشيد شمال مخيم النصيرات.
وفجر اليوم السبت، استُشهد 11 فلسطينياً وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في مدينة خان يونس، حسب مصدر طبي.
وأفاد المصدر بأن رضيعاً فلسطينياً استُشهد جراء قصف خيمة قرب مدينة أصداء غرب خان يونس.
كما استُشهد فلسطينيون بينهما امرأة في غارتين إسرائيليتين استهدفتا خيمتين تؤويان نازحين في منطقة المحطة وبلدة بني سهيلا بخان يونس.
وقال شهود عيان إن آليات الاحتلال أطلقت نيرانها في محيط محور موراج الفاصل بين مدينتي رفح وخان يونس.
انهيار القطاع الصحي
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وإغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، حذر مستشفى الكويت التخصصي في مدينة رفح، في بيان اليوم السبت، من أن قطاع غزة يعاني من نقص حاد في أكثر من 75% من الأدوية الأساسية، وهو ما أدى إلى تراجع خطير في القدرة على تقديم الخدمات العلاجية للمرضى.
وأكد المستشفى أن القدرة على الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية "أصبحت على المحك".
وأشار إلى أن المخزون المتبقي من الأدوية والمستلزمات الطبية لا يكفي لأكثر من أسبوع واحد، ما يهدد بتوقف معظم الخدمات الطبية في المستشفى إذا لم يحدث تدخل عاجل وفوري.
وتابع البيان: "ندق ناقوس الخطر أمام النقص الحاد لمعظم الأدوية والأغذية الأساسية والمستلزمات الطبية.
تفاقم المجاعة
وفي غضون ذلك، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان اليوم السبت، "ارتفاع الوفيات بسبب سياسة التجويع إلى 57 شهيداً"، محذراً من أن "العدد مرشح للزيادة في ظل إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات وحليب الأطفال والمكملات الغذائية وعشرات الأصناف من الأدوية".
وفي وقت سابق السبت، قال مصدر طبي إن الطفلة "جنان صالح السكافي، توفيت بسبب سوء التغذية والجفاف داخل مستشفى الرنتيسي للأطفال في مدينة غزة".
وندد المكتب الحكومي باستخدام إسرائيل "الغذاء سلاحاً في الحرب، وفرضها حصاراً خانقاً ضد أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع عبر إغلاق المعابر لليوم الثالث والستين، ما تسبب في ارتفاع عدد ضحايا التجويع وسوء التغذية الحاد إلى 57 غالبيتهم من الأطفال ومنهم أيضاً مرضى وكبار سن".
كما استنكر حالة الصمت الدولية إزاء تواصل جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة على مرأى العالم.
وأمس الجمعة، أكد المكتب الحكومي، في بيان، أن إسرائيل تدمر بشكل ممنهج مصادر الغذاء في القطاع عبر استهداف المخابز ومراكز الإغاثة ونقاط توزيع الطعام المطبوخ وآبار المياه ومخازن الأغذية والأراضي الزراعية، ضمن سياسة التجويع التي تمارسها ضد الفلسطينيين.
في السياق ذاته، قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز في منشور عبر منصة إكس: "لماذا، بعد 19 شهراً من عنف الإبادة، و60 يوماً دون دخول حبة أرز واحدة إلى غزة، يُعرض الفلسطينيون على العالم وهم يتدافعون من أجل الحصول على الطعام كما لو أنهم يلهثون لالتقاط أنفاسهم".
وعبّرت ألبانيز عن ألمها تجاه حال الفلسطينيين في غزة بكلمات شديدة القسوة، مضيفة: ينتزعون (أهل غزة) الغذاء من أرض قذرة، ويتعرضون للأذى وهم يبحثون عن فجوة في أجسادهم لتجميع حفنة من الفراغ (في إشارة لصعوبة عملية جمع أو حمل الغذاء غير المتوفر).
وتابعت مخاطبة الفلسطينيين: "يا أهل غزة.. يا فلسطينيين.. جوعكم اليوم عار علينا".
ونددت المقررة الأممية بالصمت والعجز الدوليين تجاه مأساة الفلسطينيين في غزة، وتابعت: "لا ينبغي أن نسمح بمعاناتكم إذا كنا غير مبالين، أو كسالى، أو أنانيين، أو فاسدين، لدرجة تمنعنا من وقفها فوراً".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل إبادة ممنهجة بقطاع غزة خلفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.