وقالت وكالة "سانا"، إن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف بغارات أطراف مدينة ازرع بريف محافظة درعا، من دون تقديم تفاصيل فورية بالخصوص.
بينما قالت القناة "12" العبرية الخاصة، إن الطيران الإسرائيلي هاجم مجدداً قبل قليل دبابات للجيش السوري جنوب سوريا، لكن هذه المرة في نقطة أقرب بكثير إلى الحدود مع إسرائيل، وبالتحديد في منطقة ازرع، وأضافت أن القصف "جرى على بعد نحو 35 كيلومتراً" من الحدود الإسرائيلية.
وفي السياق ذاته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مهاجمة آليات عسكرية للجيش السوري في محافظة السويداء جنوبي البلاد، بينما أكدت وكالة الأنباء السورية "سانا" رصد غارات إسرائيلية على السويداء.
يتزامن ذلك مع مباشرة قوات تابعة للجيش ووزارة الداخلية السورية، صباح الثلاثاء، الدخول إلى مدينة السويداء مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، لضبط الأمن بها عقب مواجهات مسلحة بين مجموعات درزية وأخرى بدوية منذ الأحد.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، إنه بدأ بتوجيهات من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، مهاجمة آليات عسكرية للجيش السوري في السويداء، وأضاف: "يأتي ذلك بعد أن جرى منذ الاثنين رصد تحرك قوافل من ناقلات الجند المدرعة والدبابات (التابعة للجيش السوري) نحو السويداء".
ولفت إلى أنه "هاجم منذ يوم أمس عدة آليات مدرعة (للجيش السوري)، منها دبابات وناقلات جند مدرعة وقاذفات صاروخية، إلى جانب طرقات لعرقلة وصولها إلى المنطقة"، وذكر أنه "يواصل مراقبة ومتابعة التطورات" في سوريا، و"يبقى في حالة تأهب للتعامل مع السيناريوهات المختلفة".
وفي وقت سابق اليوم، قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الجيش هاجم صباحاً دبابة تابعة للجيش السوري في مدينة السويداء، ومن جانبها، نقلت "سانا" عن مراسلها في السويداء، رصد عدة غارات للجيش الإسرائيلي على المحافظة، من دون تقديم تفاصيل فورية بالخصوص.
“حماية الدروز”
وبجانب العمل على ما تقول إنه "نزع السلاح من الجنوب السوري"، كثيراً ما تستخدم تل أبيب "حماية الدروز" بسوريا ومنها السويداء، الذين لهم امتدادات بإسرائيل، ذريعة لتبرير تدخلاتها وانتهاكاتها المتكررة لسيادة دمشق.
لكن معظم قادة الطائفة بسوريا سبق أن عبروا في بيانات وتصريحات سابقة عن رفضهم أي تدخل خارجي في البلاد، بينما تؤكد الحكومة حرصها على ضمان حقوق الطوائف كافة.
كما أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في تصريحات صحفية أمس الاثنين، أن حماية الطائفة الدرزية هي مسؤولية الحكومة، داعياً إلى عدم تدخل أي طرف خارجي في الشأن السوري ووجوب احترام سيادة البلاد.
في السياق ذاته، نقلت القناة "12" العبرية الخاصة الثلاثاء عن مصدر أمني لم تسمه، أن الهجوم الإسرائيلي على قوات الجيش السوري اليوم "واسع النطاق"، وأضاف المصدر: "ترى إسرائيل في هذا اختباراً لتطبيق سياستها في نزع السلاح من جنوب سوريا والتزامها تجاه الدروز"، على حد تعبيره.
وفي وقت سابق اليوم، قال نتنياهو وكاتس، في بيان مشترك، إنهما أصدرا تعليماتهما للجيش بضرب قوات الجيش السوري والأسلحة التي جُلبت إلى منطقة السويداء فوراً، وادعى البيان أن أنشطة الجيش السوري في السويداء "تتعارض مع سياسة نزع السلاح المُقررة، التي تتجنب جلب قوات وأسلحة إلى منطقة جنوب سوريا ما يُعرّض إسرائيل للخطر".
وأضاف زاعماً: "تلتزم إسرائيل منع إلحاق الأذى بالدروز في سوريا، انطلاقاً من التحالف الأخوي العميق مع مواطنينا الدروز في إسرائيل، وروابطهم العائلية والتاريخية معهم".
وتعرقل الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة سوريا جهود الحكومة لفرض الأمن بالبلاد.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، صباح اليوم، وقفاً تاماً لإطلاق النار في مدينة السويداء بعد اتفاق مع وجهائها وأعيانها.
وفي تصريحات عبر منصة إكس، قال أبو قصرة إنه وجّه القوات بـ"الرد فقط على مصادر النيران والتعامل مع أي استهداف من المجموعات الخارجة عن القانون"، ولفت إلى أن الجيش سيبدأ "تسليم أحياء مدينة السويداء لقوى الأمن الداخلي حالما يجري الانتهاء من عمليات التمشيط، لمتابعة ضبط الفوضى وعودة الأهالي لمنازلهم، وإعادة الاستقرار للمدينة".
وبعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024، بدأت قوات الأمن العام التابعة للحكومة الجديدة دخول محافظات البلاد، لكن رتلاً تابعاً لها آثر عدم دخول السويداء آنذاك وعاد إلى دمشق حقناً للدماء بسبب رفض حكمت الهجري دخوله.
وفي ظل ذلك، تولت عناصر من أبناء المحافظة مهمة تأمينها، لكنها لم تتمكن من ذلك ما دفع قوات الجيش ووزارة الداخلية إلى التدخل لإنهاء الانفلات.
“ضبط الأوضاع”
في السياق، شددت وزارة الداخلية السورية في بيان اليوم، على أن دخول القوات الحكومية إلى السويداء يهدف حصراً إلى ضبط الأوضاع، وحماية الأهالي، وبسط الأمن في المدينة، ضمن التزام صارم للقانون واحترام حقوق المواطنين.
وضمن التطورات المتلاحقة اليوم أيضاً، رحبت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز بسوريا، عبر بيان، بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى محافظة السويداء لتأمينها وبسط الأمن فيها، ودعت جميع الفصائل بالمحافظة إلى التعاون مع القوات الحكومية وتسليم سلاحها لها.
ويبلغ عدد الدروز بسوريا نحو 800 ألف نسمة من إجمالي السكان (22 مليوناً) وفق تقديرات غير رسمية، ويتمركزون في محافظات السويداء وريف دمشق والقنيطرة (جنوب)، وإدلب (شمال).
وتمثل "الرئاسة الروحية" المرجعية الدينية العليا للطائفة بسوريا، لكن هناك 3 مشايخ عقل (زعماء دينيين) للدروز بمواقف قد تختلف أحياناً، وهم حكمت الهجري وحمود الحناوي ويوسف الجربوع.