وفي الأسابيع الأخيرة كثّفت روسيا هجماتها الليلية على أوكرانيا، ولا سيّما العاصمة كييف، مع ازدياد عدد المقذوفات الموجّهة كلّ مرّة، في وقت يسود فيه الجمود المباحثات الدبلوماسية بين الطرفين.
وفي ظلّ هذا التصعيد للضربات الروسية والتعثر الدبلوماسي، التقى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الخميس نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماع وزراء خارجية دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور.
وأعلن روبيو أن نظيره الروسي قدّم خلال لقائهما في ماليزيا "فكرة جديدة أو مفهوماً جديداً" بشأن أوكرانيا سيتولّى نقله إلى الرئيس دونالد ترمب لمناقشته.
وصرّح للصحافيين: "إنها ليست مقاربة جديدة، بل فكرة جديدة أو مفهوم جديد سأنقله إلى الرئيس لمناقشته"، مشيراً إلى أنه ليس شيئاً "يؤدّي تلقائياً إلى السلام، لكنه قد يفتح مساراً".
وفي بيان صدر بعد اجتماع الخميس بفترة وجيزة، قالت وزارة الخارجية الروسية إنه جرى "تبادل جوهري وصريح للآراء" حول قضايا من بينها أوكرانيا وإيران وسوريا ومشكلات عالمية أخرى.
وجاء في البيان: "أكد البلدان مجدداً التزامهما المشترك إيجاد حلول سلمية للنزاعات، واستعادة التعاون الاقتصادي والإنساني الروسي-الأمريكي، وتيسير التواصل بين مجتمعَي البلدين بلا عراقيل، وهو أمر يمكن أن يسهّله استئناف حركة الطيران المباشر".
وأضاف البيان: "كذلك أُكّدت أهمية مواصلة العمل من أجل تطبيع العلاقات الدبلوماسية الثنائية".
وبعد جولتين من المحادثات المباشرة بين الروس والأوكرانيين في إسطنبول، ما زال الكرملين يرفض وقفاً لإطلاق النار ويطالب أوكرانيا بالتخلّي عن أربع مناطق يحتلّها جزئياً وفكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأمر الذي ترفضه كييف.
والاثنين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أنه يريد إرسال "مزيد" من الأسلحة "إلى كييف، ولا سيما "الدفاعية"، متهماً نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اليوم التالي بالتفوه بـ"ترهات" حول أوكرانيا، ملمّحاً إلى أنه ينوي فرض عقوبات جديدة على روسيا.
فرغم الضغط الذي يمارسه دونالد ترمب، لا تزال موسكو وكييف بعيدتين عن اتفاق على هدنة أو تسوية طويلة الأمد.
ولم تُعلَن أي جولة جديدة في المحادثات بين الروس والأوكرانيين بعد اجتماعين لم يفضيا إلى نتائج كثيرة في تركيا في منتصف مايو/أيار وفي مطلع يونيو/حزيران.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022 تشنّ روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تَخلِّي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.