وقالت صحيفة هآرتس العبرية إن عائلات المحتجزين تتهم نتنياهو بالتضحية بدماء أبنائها من أجل ضمان بقائه في الحكم.
وعصر الثلاثاء، انطلقت مسيرة احتجاجية من مستوطنة نحال عوز (جنوب) نحو السياج الحدودي مع غزة، شاركت فيها عيناف تسينغاوكار، والدة الأسير ماتان، إلى جانب عدد من عائلات الأسرى، للاعتراض على استئناف الحرب بدلاً من التركيز على إطلاق سراح الأسرى.
وعند وصولهم إلى السياج، علّقت عيناف وابنتها ناتالي صوراً للأسرى المحتجزين في غزة، وأعلنتا بدء اعتصامهما هناك، مؤكدتين أنهما لن تغادرا المكان حتى يجري وقف الحرب، حسب المصدر ذاته.
وتُظهر صور الاعتصام مشاركة أفراد من عائلات أسرى آخرين فيه.
ووجهت عيناف رسالة إلى الجنود والطيارين الإسرائيليين، قائلةً: "الضغط العسكري يقتل المختطفين (الأسرى في غزة)"، وأضافت: "لا تسمحوا لرئيس الوزراء وأعضاء حكومته بالتضحية بدماء ابني ماتان وبقية المختطفين الأحياء من أجل بقائه في الحكم".
وشددت على أن العائلات ستواصل الضغط والمطالبة بإطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة، مضيفةً: "يا دولة إسرائيل، لا تفرضي عليّ أن أصبح أماً ثكلى".
من جهتها، قالت روحاما بوحبوت، والدة الأسير إلكانا بوحبوت، في مقابلة مع القناة "12" الإسرائيلية الخاصة: "عندما قرأت الأخبار عن استئناف القتال، شعرت كأن أبواب الجحيم قد فُتحت علينا".
و"أبواب الجحيم" عبارة سبق أن استخدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مهدداً حركة حماس، وجرى استخدامها لاحقاً في أوساط اليمين المتشدد بالحكومة الإسرائيلية.
ومنذ فجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها في غزة، بغارات جوية استهدفت المدنيين وقت السحور، ما أسفر عن "404 شهداء وأكثر من 562 إصابة"، حتى الساعة العاشرة صباحاً (ت.غ)، وفق وزارة الصحة في القطاع.
ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه يجري بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/آذار الجاري.
ورغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق، رفض نتنياهو المضي قدماً في المرحلة الثانية، استجابةً لضغوط المتطرفين في حكومته.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي فقط يريد تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لضمان إطلاق أكبر عدد من الأسرى الإسرائيليين في غزة، عوضاً عن الدخول في المرحلة الثانية منه، التي كانت تعني إنهاء الحرب تماماً والانسحاب الكامل من القطاع.
وبدعمٍ أمريكي، تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة في غزة أسفرت عن أكثر من 161 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافةً إلى أكثر من 14 ألف مفقود.