الإعلان، الذي جاء في سبع صفحات، هو ثمرة مؤتمر دولي عُقد هذا الأسبوع في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، واستضافته الرياض وباريس، في محاولة لإحياء الجهود الدولية لحل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني المستمر منذ عقود، فيما قاطعته الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال المؤتمر: "ندعوكم إلى دعم هذه الوثيقة قبل نهاية الدورة 79 للجمعية العامة بالتواصل مع بعثتَي السعودية وفرنسا في نيويورك". ومن المقرر أن تبدأ الدورة الـ80 للجمعية العامة في سبتمبر/أيلول المقبل.
وحددت الوثيقة الخطوة الأولى بإنهاء الحرب الدائرة منذ 22 شهراً بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة. وتنص على تشكيل لجنة إدارية انتقالية في غزة فور وقف إطلاق النار، تعمل تحت مظلة السلطة الفلسطينية.
كما يدعم الإعلان نشر بعثة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار، بتفويض من مجلس الأمن الدولي، مع الترحيب باستعداد بعض الدول الأعضاء للمساهمة بقوات.
ويحث الإعلان إسرائيل على إصدار التزام علني وواضح لحل الدولتين، يشمل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة، إلى جانب وقف العنف والتحريض ضد الفلسطينيين، وتعليق الأنشطة الاستيطانية وعمليات الاستيلاء على الأراضي، بما في ذلك في القدس الشرقية.
وينص الإعلان على التعهد باتخاذ إجراءات تقيد نشاط المستوطنين المتطرفين العنيفين ومن يدعمون المستوطنات غير الشرعية، واتخاذ إجراءات محددة "ضد الكيانات والأفراد الذين يتصرفون ضد مبدأ التسوية السلمية لقضية فلسطين، من خلال العنف أو أعمال الإرهاب، وفي انتهاك للقانون الدولي".
ويؤكد الإعلان ترابط إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مع تحقيق التكامل الإقليمي، مشيراً إلى أن "العلاقات الطبيعية والتعايش السلمي في المنطقة لا يمكن تحقيقهما إلا بإنهاء الحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وإنهاء الاحتلال، ونبذ العنف، وضمان الأمن المتبادل لكل من إسرائيل وفلسطين، وإقامة دولة فلسطينية ديمقراطية ذات سيادة".
وانطلقت في نيويورك فاعليات مؤتمر حل الدولتين يوم الاثنين وتستمر حتى اليوم الأربعاء، برئاسة السعودية وفرنسا وبمشاركة رفيعة المستوى، لبحث سبل تنفيذ حل الدولتين، ودعم مسار الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.
وفي 24 يوليو/تموز الماضي أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/أيلول المقبل، وقال ماكرون: "وفاءً بالتزامها التاريخي لسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين".
ومن أصل 193 دولة عضواً بالأمم المتحدة، تعترف 142 دولة على الأقل بالدولة الفلسطينية التي أعلنتها القيادة الفلسطينية في المنفى عام 1988.
وتشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 205 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.