وقالت الوزارة في بيان إن هذه الدعوات تندرج ضمن "السياسات الاستعمارية التوسعية لدولة الاحتلال، الهادفة إلى تهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفرض تغييرات جوهرية على الواقع القائم في القدس المحتلة"، مشددةً على أن الهدف هو "تكريس التقسيم الزماني للمسجد تمهيداً لتقسيمه مكانياً أو هدمه بالكامل".
ودعت الخارجية إلى تحرك دولي عاجل، واتخاذ "خطوات عملية لحماية الشعب الفلسطيني عامةً، والقدس ومقدساتها بشكل خاص".
كانت محافظة القدس قد نبَّهت، الخميس، إلى مخطط تصعيدي خطير دعت إليه جماعات "الهيكل" المتطرفة، يشمل اقتحام المسجد الأقصى يوم الأحد، في تحركٍ يتزامن مع ما تسمى في الرواية التوراتية "ذكرى خراب الهيكل" التي توافق 8 أغسطس/آب من كل عام، إلا أن التحشيد لها يبدأ قبل أيام.
وأكدت المحافظة أن هذه الاقتحامات "ليست مجرد طقوس دينية منعزلة، بل جزء من مشروع استيطاني استعماري ممنهج يهدف إلى فرض السيادة الإسرائيلية بالقوة على المسجد الأقصى"، محذّرةً من "بيئة تحريضية غير مسبوقة هذا العام"، خصوصاً بعد تعليمات أصدرها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بالسماح للمستوطنين بإقامة طقوس رقص وغناء داخل المسجد.
ومنذ تولّي بن غفير مهامه نهاية عام 2022، رصدت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس تصاعداً ملحوظاً في الانتهاكات داخل المسجد الأقصى، في ظل دعم رسمي من حكومة الاحتلال.
وفي سياق الاعتداءات اليومية في الضفة الغربية المحتلة، واصل المستوطنون انتهاكاتهم بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم، حيث أقدم مستوطنون، السبت، على قطع 15 شجرة زيتون مُعمِّرة في قرية فرخة جنوب مدينة سلفيت شمالي الضفة، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وفي قرية شلال العوجا شمال أريحا شرقي الضفة، ذكرت منظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو أن مستوطنين أطلقوا مواشيهم للرعي في أراضٍ مزروعة تعود إلى سكان قرية عين العوجا، ما أدى إلى إتلاف الأعلاف والمحاصيل.
وأضافت المنظمة أن المستوطنين صعّدوا خلال العام الجاري من ممارساتهم ضد التجمعات البدوية في المنطقة بهدف "السيطرة على الموارد المائية وتهجير السكان".
ووفق معطيات هيئة مقاومة "الجدار والاستيطان" الفلسطينية، ارتكب المستوطنون خلال النصف الأول من العام الجاري ألفين و153 اعتداءً، تسبَّبت في استشهاد 7 فلسطينيين.
وبموازاة حرب الإبادة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1011 فلسطينياً، وأصابوا نحو 7 آلاف، إضافةً إلى اعتقال أكثر من 18 ألفاً، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلَّفت نحو 208 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافةً إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.