وقالت لجنة إعمار الخليل (جهة حكومية) في بيان، إن "محكمة إسرائيلية صدّقت على قرار إخلاء مبنى يُعرف باسم “المنجرة” عند مدخل البلدة القديمة، وقررت مصادرته لصالح سلطات الاحتلال".
وأشارت اللجنة إلى أن هذا العقار "يقع في واحدة من أقدس وأعرق مناطق الخليل، ويُعَدّ الاستيلاء عليه انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويمثل تكريساً لسياسات الاحتلال الرامية إلى تهويد قلب المدينة وفرض السيطرة الكاملة على البلدة القديمة".
وأكدت اللجنة أن هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة من الإجراءات التعسفية التي تتبعها سلطات الاحتلال بحق البلدة القديمة وسكانها، بهدف تفريغها من سكانها الأصليين وطمس هويتها التاريخية والوطنية.
وأضافت أن القرار "يفتح الباب أمام توسع استيطاني جديد"، داعية إلى "أوسع حملة تضامن شعبي ورسمي لحماية ممتلكات البلدة القديمة، ودعم صمود الأهالي في وجه هذه السياسات الظالمة".
مبنى فوق متاجر تاريخية
من جانبه قال بدر الداعور مسؤول لجنة البلدة القديمة (أهلية) وصاحب متجر قريب من العقار المستهدف، للأناضول، إن "العقار المستولى عليه هو طابق علوي بُني قبل نحو 40 عاماً فوق 4 متاجر تاريخية يعود بناؤها إلى نحو 170 عاماً".
وأوضح الداعور أن المساحة الإجمالية للعقار تبلغ نحو 400 متر مربع، واستُخدم سابقاً أكاديميةً لتعليم النجارة.
وأشار إلى أن قوة من جيش الاحتلال برفقة فنيين ومهندسين حضرت إلى الموقع مساء الأحد، وأجرت عمليات مسح وتصوير دقيق للعقار، ثم أغلقته بالأقفال وغادرت.
تهويد الخليل
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تنفذ سياسة ممنهجة للاستيلاء على ممتلكاتهم في الضفة الغربية المحتلة، بخاصة مدينة الخليل، ضمن مخططات التوسع الاستيطاني.
ووفق تقرير لمنظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، يعيش في قلب البلدة القديمة بالخليل نحو 900 مستوطن محاطين بعشرات آلاف الفلسطينيين، وينتشر بينهم أكثر من ألف جندي إسرائيلي مهمتهم تأمين "أنظمة الفصل والسيطرة العسكرية".
وتُعتبر الخليل ثانية أكبر مدن الضفة الغربية من حيث عدد السكان، لكنها أكثر المناطق تعرضاً لاعتداءات المستوطنين والجيش الإسرائيلي، بخاصة في البلدة القديمة ومحيط الحرم الإبراهيمي.
تصعيد متواصل
تتزامن هذه الانتهاكات مع تصعيد إسرائيلي متواصل في الضفة الغربية وقطاع غزة، فمنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، 1001 فلسطيني على الأقلّ، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، بحسب بيانات فلسطينية.
في الوقت نفسه تواصل إسرائيل حرب الإبادة في قطاع غزة، التي خلفت حتى اليوم نحو 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين، وسط مجاعة تزداد تفاقماً يوماً بعد يوم.