جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تناول مستجدات الأوضاع في غزة، واستعرض الجانبان ترتيبات استضافة مصر مؤتمر التعافي وإعادة الإعمار بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة، عقب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي سياق متصل، استعرض عبد العاطي مع نظيره القطري ترتيبات استضافة مصر مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة فور التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة.
وتسعى مصر لتفعيل خطة إعادة إعمار غزة التي أقرتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس، التي تهدف إلى إعادة البناء دون تهجير الفلسطينيين، بتكلفة تقدر بـ53 مليار دولار ولمدة خمس سنوات.
كما ناقش الوزيران التطورات المتعلقة بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مؤكدين ضرورة تثبيت وقف التصعيد والدفع باتجاه الحلول الدبلوماسية. وشدد عبد العاطي على دعم مصر لاستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني وجميع الجهود الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، نفذت إسرائيل بدعم أمريكي في 13 يونيو/حزيران هجمات عسكرية ضد إيران استمرت 12 يوماً، استهدفت مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية، إضافة إلى اغتيال قادة وعلماء نوويين، فردت إيران بقصف مواقع إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة.
وعلى الصعيد الإسرائيلي، رجحت مصادر توجُّه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن السبت للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاثنين في البيت الأبيض، في زيارة هي الرابعة له إلى الولايات المتحدة منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والثالثة منذ تولي ترمب ولايته الثانية في يناير/كانون الثاني 2025.
وتأتي الزيارة وسط جلسات مداولات أمنية مكثفة تركز على فرص التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع "حماس"، أو توسيع العمليات العسكرية في غزة.
وأعرب ترمب في الأيام الأخيرة عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، وفتح الباب أمام توسع مسار التطبيع بين إسرائيل ودول عربية.
من جهتها، أكدت حركة "حماس" استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب، وانسحاب جيش الاحتلال من غزة، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، فيما يصر نتنياهو على شروط جزئية تشمل نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويرفض انسحاب الجيش، في مسعى للحفاظ على مصالحه السياسية واستمراره في السلطة، حسب المعارضة الإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 190 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.