وأفادت مصادر طبية بارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 24 جرّاء استمرار القصف الإسرائيلي، من بينهم فلسطينيتان استُشهدتا بانفجار مسيّرة انتحارية داخل خيمتها.
وقال شهود عيان إنّ القصف استهدف منازل وخيام نازحين وتجمعات لمدنيين في مناطق مختلفة من قطاع غزة، وفق مصادر طبية وشهود عيان.
وفي أحدث الغارات، استُشهد فلسطيني برصاص طائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع كواد كابتر قرب مدرسة صفد في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، فيما أسفر قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة حرارة قرب مسجد الجولاني في حي التفاح شرقي المدينة عن استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة اثنين آخرين.
وخلال ساعات النهار استُشهد طفل وأصيب 20 آخرون بعد إطلاق مسيّرة إسرائيلية قنابل ورصاصاً قُرب مدرستَي صفد والحرية في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
كما استُشهد فلسطينيان وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وفي وقت سابق من صباح الاثنين، استُشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف استهدف خيمة داخل نادٍ رياضي وسط مدينة غزة.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية حيي الزيتون والشجاعية (شرق)، فيما أطلقت آليات الجيش النار بكثافة صوب المناطق الشرقية والجنوبية.
وواصلت المدفعية قصف مناطق مختلفة شمال غرب بلدة بيت لاهيا وشرق بلدة جباليا بمحافظة الشمال.
وفي وسط القطاع، استُشهد فلسطيني وأصيب 8 آخرون، بينهم امرأة وأطفالها، بعد استهداف مسيّرة إسرائيلية لمجموعة من المدنيين في منطقة بلوك 4 بالقرب من المسجد الكبير بمخيم البريج وسط قطاع غزة.
وسبق ذلك استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين باستهدافٍ إسرائيلي لمجموعة مواطنين على شارع صلاح الدين مقابل مدينة دير البلح وسط القطاع.
وخلال ساعات النهار أصيب فلسطينيان برصاص أطلقته مسيّرات كواد كابتر صوب تجمع لمدنيين في مخيم البريج وسط القطاع.
كما أصيب صياد برصاص إسرائيلي غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، فيما واصلت المدفعية قصف مناطق شمال المخيم وفي جنوب القطاع، واستُشهد مزارع فلسطيني جراء قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منطقة الشاكوش شمال غربي مدينة رفح.
وفي وقت سابق ظهراً، استُشهد فلسطينيان من عائلة الشاعر بقصف إسرائيلي على تجمّع لمدنيين في حي المنارة جنوب خان يونس جنوب القطاع.
كما استُشهدت فلسطينيتان وأصيب 5 آخرون في انفجار مسيّرة إسرائيلية داخل خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، وفق مصدر طبي.
شائعات "هجرة جماعية"
في سياق متصل، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الاثنين، من تداول ما وصفه بـ"شائعات مضللة" تتعلق بترتيبات مزعومة لهجرة جماعية من القطاع، في حملة تقف خلفها إسرائيل بهدف "ضرب الوعي الوطني وزعزعة صمود الفلسطينيين".
وقال المكتب في بيان: "نتابع ما جرى تداوله مؤخراً عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي من منشورات ومعلومات مُضللة تتعلق بترتيبات مزعومة للهجرة الجماعية من قطاع غزة، إذ تتولى ذلك شخصيات جدلية بالتعاون مع جهات خارجية، وتروّج لسفر العائلات الفلسطينية عبر مطار رامون إلى دول مختلفة حول العالم".
وأضاف: "نؤكد بشكل قاطع أن هذه المعلومات عارية تماماً عن الصحة، وهي جزء من حملة خبيثة وممنهجة تهدف إلى زعزعة صمود شعبنا الفلسطيني، والنَّيل من وعيه الوطني، ودفعه نحو الهجرة القسرية تحت ضغط المعاناة والحرب".
وشدد على أن "الاحتلال الإسرائيلي هو مَن يقف خلف هذه المنشورات، وتروّج لها حسابات وهمية أو مغرضة أو تعرضت للتضليل أو أشخاص لا يمتلكون معلومات صحيحة، فيستخدمون وثائق مزيفة ونماذج توكيل قانوني لا قيمة لها".
وأشار البيان إلى أن هؤلاء يروّجون "لوهم الاحتلال بما يطلق عليه الهجرة الآمنة التي يتكفل بتمويلها، في محاولة لتجميل الوجه القبيح لمخططات التهجير الجماعي، التي فشل الاحتلال في فرضها بالقوة، ويسعى اليوم لتمريرها بأساليب ناعمة مكشوفة".
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن "الحالات القليلة التي غادرت القطاع مؤخراً معلومة تماماً، وهي من فئة المرضى والجرحى الذين أتمّوا إجراءات السفر لتلقي العلاج في الخارج عبر معبر كرم أبو سالم، وليسوا مُهاجرين، وما يُشاع خلاف ذلك هو كذب متعمد وتحريف للوقائع".
وحذّر المكتب الفلسطينيين مما سمّاه "خطورة الانجرار خلف هذه الدعاية المسمومة التي تخدم هدفاً استراتيجياً صهيونياً واضحاً يحلم به الاحتلال منذ عقود طويلة، يتمثل في تفريغ الأرض من سكانها الفلسطينيين الأصليين، وتحقيق حلم إسرائيل".
لا مساعدات منذ 50 يوماً
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي عقده، الاثنين، بمقر الأمم المتحدة في ولاية نيويورك الأمريكية، إنّ إسرائيل تمنع دخول كل أنواع المساعدات إلى قطاع غزة منذ 50 يوماً، وإن تأثير ذلك في سكان القطاع "خطير جداً".
وأوضح دوجاريك أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أكد أنه منذ 50 يوماً لم يدخل أي طعام أو وقود أو دواء أو أي مواد أساسية أخرى إلى غزة.
وأضاف أن مخزونات الغذاء انخفضت بشكل "خطير" خلال هذه الفترة، وأن الأدوية والإمدادات الطبية واللقاحات على وشك النفاد.
وأشار دوجاريك إلى أن الأطفال والبالغين يعانون من الجوع، وأن النظام الصحي في القطاع بات على وشك الانهيار.
وأردف: "مئات الآلاف من الأشخاص نزحوا، والهجمات الإسرائيلية على العاملين في مجال المساعدات الإنسانية والصحية زادت مرة أخرى".
وتغلق إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع منذ 2 مارس/آذار الماضي، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين، وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة في غزة، خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.