ويُعَدّ هذا الإعلان نهاية لحقبة استمرت نحو عقود، ساهمت خلالها الهيئة، المعروفة اختصاراً باسم "سي بي بي" (CPB)، في إنتاج برامج تعليمية وثقافية بارزة، فضلاً عن دورها في دعم أنظمة تنبيه الطوارئ الوطنية.
ويأتي إغلاق الهيئة نتيجة مباشرة لحملة قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ضد الإعلام العام، الذي انتقده مراراً بدعوى تبنّيه توجهات سياسية وثقافية "لا تمثل الولايات المتحدة"، بحسب تعبيره.
ومن المتوقع أن يُحدِث هذا القرار تأثيراً كبيراً في المشهد الإعلامي والثقافي الأمريكي، لا سيما محطات الإذاعة والتليفزيون العامة في المجتمعات الصغيرة والريفية التي تعتمد بشكل كبير على تمويل الهيئة.
وتُعَدّ الهيئة الداعم الرئيسي لمحطة التليفزيون العامة "بي بي إس" (PBS) وإذاعة "إن بي آر" (NPR)، كما ارتبط اسمها بإنتاج عديد من البرامج الشهيرة، من بينها برنامج NPR "كل شيء قيد الاعتبار" (All Things Considered)، وبرنامجا الأطفال التاريخيان "شارع سمسم" (Sesame Street) و"حي السيد روجرز" (Mister Rogers' Neighborhood)، بالإضافة إلى أفلام كين بيرنز الوثائقية.
وأوضحت الهيئة في بيانها أن قرار الإغلاق اتُّخذ عبر "تفكيك منظم" لها بعد 58 عاماً على تأسيسها بموجب قانون وقّعه الرئيس ليندون جونسون عام 1967.
وجاء القرار بعد أن أقرت لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ، الخميس، حزمة جديدة من المخصصات استُبعد منها تمويل الهيئة للمرة الأولى منذ أكثر من 50 عاماً. وكانت الهيئة تأمل أن تُعيد الميزانية الجديدة تمويلها، إلا أن ذلك لم يتحقق.