وشارك في القمة، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لمناقشة "الوضع الخطير في قطاع غزة"، بحسب ما أفاد به بيان الرئاسة المصرية.
وشدد البيان المشترك على أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بما يشمل إطلاق سراح جميع الأسرى والمحتجزين وضمان أمن الجميع.
كما أشار إلى أن حماية المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة، إضافة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية، تمثل التزامات أساسية بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وجدد القادة رفضهم المطلق لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو لضم الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل، معربين في الوقت نفسه عن بالغ قلقهم إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
ودعوا إلى وقف جميع الإجراءات الأحادية التي تتخذها إسرائيل، والتي من شأنها تقويض فرص التوصل إلى حل الدولتين وزيادة التوتر في المنطقة.
كما شددوا على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأماكن المقدسة بمدينة القدس المحتلة.
وفي هذا الإطار، حث القادة الثلاثة على دعم خطة إعادة إعمار غزة التي اعتُمدت في القمة العربية التي استضافتها القاهرة في 4 مارس/آذار الماضي، ولاحقتها موافقة منظمة التعاون الإسلامي في السابع من الشهر نفسه، مؤكدين بحثهم لآليات تنفيذ فعّالة تشمل جوانب الأمن والحوكمة.
وأكد البيان المشترك أن إدارة قطاع غزة وسائر الأراضي الفلسطينية يجب أن تكون حصراً تحت إشراف السلطة الوطنية الفلسطينية "المُمَكّنة"، بدعم إقليمي ودولي قوي، معربين عن استعدادهم للمساهمة في هذا المسار بالتنسيق مع الشركاء الدوليين.
واختتم القادة بالتأكيد على أهمية بلورة هذه الجهود في المؤتمر المرتقب في يونيو/حزيران المقبل، الذي ستترأسه فرنسا والسعودية، بهدف رسم أفق سياسي واضح لتنفيذ حل الدولتين، معربين عن "استعدادهم للمساعدة في هذا الاتجاه بالتنسيق مع الشركاء".
ورفضت إسرائيل والولايات المتحدة الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة من دون تهجير، وتمسكتا بمخطط يروج له الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.