وقالت الوزارة في بيان، إن مستشفيات قطاع غزة سجلت خلال آخر 24 ساعة "5 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، جميعهم من البالغين". وتابعت: "يرتفع بهذا العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 180 شهيداً، بينهم 93 طفلاً".
كما أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 60 ألفاً و199 شهيداً، وقالت إن الحصيلة تشمل 18 ألفاً و430 طفلاً، و9 آلاف و735 امرأة، و4 آلاف و429 مُسنّاً.
وأوضحت الوزارة أن النساء شكّلت ما نسبته 16.1% من إجمالي الضحايا، فقد بلغ عددهن نحو 9 آلاف و735 شهيدة. وذكرت أن عدد كبار السن بلغ نحو 4 آلاف و429 من إجمالي الضحايا بنسبة وصلت إلى 7.3%.
في غضون ذلك، أكدت مصادر في مستشفيات غزة استشهاد 34 فلسطينياً بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر اليوم الاثنين، بينهم 17 من المجوَّعين الباحثين عن الطعام.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة، الاثنين، تسجل 3 حالات وفاة بينهم طفلان بمتلازمة "غيلان باريه"، بسبب تفاقم سوء التغذية الحاد الناجم عن التجويع الإسرائيلي وعدم توفر العلاج جراء تشديد الحصار على القطاع، محذرة من "كارثة حقيقية مُعدية ومحتملة".
54 مفقوداً عند مراكز المساعدات
في السياق، وثّقت "مؤسسة الضمير" ارتفاعاً في حالات الإبلاغ عن مفقودين عند مراكز التحكم في المساعدات التي تديرها ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" الأمريكية في القطاع.
وقالت مؤسسة “الضمير” في بيان، إن 54 فلسطينياً ما زالوا مفقودين في محيط تلك المراكز، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال لا تسمح بانتشال جثامين المستهدفين هناك.
ومنذ تولت الشركة الأمريكية إدارة ملف المساعدات، في إطار خطة أمريكية إسرائيلية لتقييد تلك المساعدات، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، والمتعاقدون الأجانب، مجازر أوقعت أكثر من 1500 شهيد من المجوَّعين.
من جانبه، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة اليوم الاثنين، أن 80 شاحنة مساعدات فقط دخلت أمس الأحد إلى قطاع غزة وتعرَّض أغلبها للنهب بسبب الفوضى الأمنية التي يكرسها الاحتلال.
وقال المكتب الإعلامي -في بيان عبر تطبيق تليغرام- إن الاحتياجات الفعلية اليومية لقطاع غزة لا يقل عن 600 شاحنة إغاثة ووقود لتلبية الحد الأدنى من متطلبات الحياة في القطاع.
تعطيش وتجويع
في السياق ذاته، حذرت الأمم المتحدة اليوم الاثنين من أن الأغلبية الساحقة من أهالي قطاع غزة غير قادرة على الوصول إلى مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي، في حين يشتد التجويع جراء حصار الاحتلال.
وشدد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية على أن 96% من الأسر في غزة تواجه انعدام الأمن المائي، وإن 90% من السكان غير قادرين على الوصول إلى مياه الشرب، فضلاً عن أن 3 من كل 4 غزيين، يواجهون صعوبات في الوصول إلى دورات مياه.
وأشار المكتب الأممي إلى أن شبح المجاعة بات يخيم على السكان، في ظل الانهيار شبه الكامل للمياه وخدمات الصرف الصحي.
فلسطين تدعو مجلس الأمن لزيارة غزة
ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية الاثنين، مجلس الأمن الدولي إلى زيارة قطاع غزة، وفرض الوقف الفوري لحرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل.
وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان: "نطالب مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته في فرض الوقف الفوري لإطلاق النار وجرائم الإبادة والتهجير والضم ضد شعبنا"، كما دعت إلى "اعتماد وتنفيذ مخرجات المؤتمر الأممي لتسوية القضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين"، الذي عُقد قبل أيام في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
والجمعة، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من أن أطفال غزة يموتون بمعدل "غير مسبوق" وسط المجاعة وتدهور الأوضاع نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة.
ووفقاً لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، يواجه رُبع الفلسطينيين في غزة ظروفاً أشبه بالمجاعة، إذ يعاني 100 ألف طفل وامرأة سوء التغذية الحاد.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، فقد شددت إجراءاتها في 2 مارس/آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".
ورغم "سماح" إسرائيل منذ 27 أغسطس/آب الماضي، بدخول عشرات الشاحنات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يحتاج إلى أكثر من 600 شاحنة يومياً كحد أدنى منقذ للحياة، فإنها سهلت عمليات سرقتها ووفرت الحماية لذلك، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وخلّفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.