يأتي ذلك وسط توتر يسود أوساط الدروز بإسرائيل، تزامناً مع دخول قوات من الجيش والأمن في سوريا إلى مركز مدينة السويداء لضبط الأمن عقب اشتباكات مسلحة دامية بين المكونين البدوي والدرزي.
وأفادت صحيفة "معاريف" العبرية الخاصة بأن "عشرات من الدروز الإسرائيليين تمكنوا في الدقائق الأخيرة مرة أخرى، من عبور الحدود إلى سوريا"، وزعمت أن "الجيش الإسرائيلي وقوات حرس الحدود ما زالوا غير قادرين على منعهم من عبور السياج".
وفي وقت سابق الأربعاء، اقتحم نحو ألف إسرائيلي درزي منطقة الحدود ودخلوا إلى الأراضي السورية، وظهر بعضهم في مقاطع فيديو بثها إعلام عبري، وهم يحملون البنادق الرشاشة، ويعلنون توجههم لمساندة المجموعات المسلحة الدرزية بالسويداء.
وألمحت صحيفة "هآرتس" العبرية الخاصة، إلى تواطؤ جيش الاحتلال الإسرائيلي في مسألة عبور الدروز إلى سوريا.
وقالت الصحيفة الأربعاء: "لم تكن قوات الأمن مستعدة لاحتمال عبور الدروز الإسرائيليين إلى الأراضي السورية، رغم انتشار دعوات عبر الإنترنت يوم الاثنين لعبور الحدود في الجولان والانضمام إلى القتال في سوريا".
وأضافت: "لم تُغلق قوات الأمن المنطقة، ووقف الجنود متفرجين بينما كانت الحشود تخترق السياج اليوم، كما لم تكن الشرطة مستعدة لهذا، ولم تُنشئ حواجز لمنع الوصول إلى الحدود".
"ضعفاء النفوس"
من جانبه، أكد الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل لا تحمي أبناء الطائفة في محافظة السويداء جنوبي سوريا، وحذّر ممن سماهم "ضعفاء النفوس".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها جنبلاط، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، في اتصال هاتفي مع التليفزيون السوري الرسمي.
وقال جنبلاط: "إسرائيل لا تحمي الدروز في السويداء، بل تستخدم بعضاً من ضعفاء العقول للقول إنها تحميهم"، وأضاف أن "هذا البعض استفاد من الانتهاكات والاعتداءات التي جرت في اليومين السابقين".
جنبلاط زاد أن "أحد أسباب الحرب الأهلية في لبنان (1975-1990) أن إسرائيل ادعت بأنها تحمي البعض في لبنان، وانتهى الأمر بكوارث الحرب"، وأفاد بأن "التواصل مستمر مع وزيري الخارجية والداخلية السوريين لتخفيف الاحتقان".
وشدد الزعيم الدرزي اللبناني على أن "الدور المركزي هو للإدارة السورية"، وتابع: "يجب أن نفوت الفرصة على بعض ضعفاء النفوس، وعلينا فتح حوار عريض مع الفاعليات في السويداء".
عدوان جديد
وفي وقت سابق الأربعاء، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدواناً جديداً على سوريا، شمل غارات جوية على أكثر من 160 هدفاً في 4 محافظات جنوبية هي السويداء ودرعا المتجاورتين، ودمشق وريف دمشق.
وأعلنت وزارة الصحة السورية مقتل 3 أشخاص وإصابة 28 جراء الغارات على وسط العاصمة دمشق.
والاثنين، دخلت قوات من الجيش السوري السويداء، لاستعادة الأمن وحماية الأهالي، بعد اندلاع اشتباكات بين جماعات مسلحة من الدروز والبدو في المحافظة، خلّفت عشرات القتلى.
وتستخدم إسرائيل ما تزعم أنها "حماية الدروز" في سوريا ذريعة لتبرير انتهاكاتها المتكررة لسيادة البلاد، ومنها رغبتها في جعل جنوب سوريا "منزوع السلاح".
لكن معظم زعماء الطائفة الدرزية بسوريا أكدوا، عبر بيان مشترك في وقت سابق، إدانتهم أي تدخل خارجي وتمسكهم بسوريا الموحدة، ورفضهم التقسيم أو الانفصال.
ولم تهدد الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، إسرائيل بأي شكل، ورغم ذلك تشنّ تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى إلى مقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة ببشار الأسد أواخر 2024، ووسعت رقعة احتلالها في الجولان، كما احتلت المنطقة العازلة السورية.