وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي إن مستشفيات قطاع غزة استقبلت خلال 24 ساعة "103 شهداء و427 مصاباً"، جرّاء استمرار الهجمات الإسرائيلية بالقصف وإطلاق النار.
ولفتت إلى "وصول 21 شهيداً وأكثر من 294 إصابة" إلى المستشفيات بعد تعرضهم للاستهداف في أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية من مراكز "المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية" صباح اليوم، "ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات إلى 245 شهيداً وأكثر من 2152 إصابة (منذ 27 مايو/أيار الماضي)".
وبعيداً عن إشراف الأمم المتحدة، بدأت إسرائيل في 27 مايو/أيار تنفيذ مخطط لتوزيع "مساعدات إنسانية" عبر "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أمريكياً وإسرائيلياً. ويقول فلسطينيون إن المخطط يستهدف تهجيرهم من شمال القطاع إلى جنوبه.
يأتي ذلك فيما تغلق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار بشكل مُحكَم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولم تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، فيما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يومياً بالحد الأدنى.
في السياق، أوضحت الوزارة أن حصيلة الضحايا الفلسطينيين منذ استئناف إسرائيل حرب الإبادة في 18 مارس/آذار ارتفعت إلى "4 آلاف و924 شهيداً، و15 ألفاً و780 مصاباً"، وبذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى "55 ألفاً و207 شهداء، و127 ألفاً و821 مصاباً".
ولا يزال هناك عدد من الضحايا تحت ركام المنازل المدمَّرة وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم، وفق تقرير الوزارة.
ومنذ فجر اليوم الخميس، استُشهد 52 فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال، بينهم 32 من منتظري المساعدات الإنسانية، بقصف استهدف مناطق عدة في قطاع غزة المحاصَر والمجوَّع، وفق مصادر طبية وشهود عيان.
انقطاع الإنترنت
في غضون ذلك، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني مواجهته صعوبات كبيرة في التواصل مع طواقمه الطبية في غزة، بسبب انقطاع كامل لخدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة، عقب استهداف إسرائيلي مباشر لخطوط الاتصالات.
وشدد الهلال الأحمر في بيان، على أن غرفة عمليات الطوارئ التابعة له تواجه صعوبة في التنسيق مع المنظمات الأخرى للاستجابة للحالات الإنسانية.
"لن تُعالج الجوع"
في سياق متصل، قال مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، اليوم الخميس، إن آلية المساعدات الأمريكية المزعومة في قطاع غزة "لن تُعالج الجوع المُتفاقم، ولا يمكن لألعاب الجوع المرعبة أن تُصبح واقعاً جديداً".
جاء ذلك في معرض انتقاد لازاريني آلية توزيع المساعدات على الفلسطينيين المجوَّعين تحت الحصار الإسرائيلي في قطاع غزة عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة إسرائيلياً وأمريكياً، في منشور على منصة "إكس".
ورأى المسؤول الأممي أن آلية توزيع تلك المساعدات في غزة، خارج إشراف الأمم المتحدة، "مُهينة للغاية ومُذلة وتُعرّض الأرواح للخطر"، وشدد على أن "الأمم المتحدة تمتلك المعرفة والخبرة وثقة المجتمع لتقديم مساعدة كريمة وآمنة"، وحثَّ على السماح للعاملين في المجال الإنساني بتأدية عملهم في القطاع.
ويعاني القطاع أزمة إنسانية كارثية منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 مارس/آذار الماضي، مانعةً إدخال الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، فيما يصعِّد جيشها حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق فلسطينيي القطاع.
ومطلع مارس/آذار، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني، بوساطة مصرية-قطرية وإشراف أمريكي.
وبينما التزمت حماس بنود المرحلة الأولى، تنصَّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابةً للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.
واستأنفت إسرائيل منذ 18 مارس/آذار جرائم الإبادة عبر شن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدف معظمها مدنيين في منازل وخيام تؤوي نازحين فلسطينيين، فيما أعلن جيشها في 8 مايو/أيار، بدء عملية "عربات جدعون" لتوسيع الحرب على غزة بما يشمل اجتياح أنحاء مختلفة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل، بدعمٍ أمريكي، إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلةً النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وقبل الإبادة حاصرت إسرائيل غزة طوال 18 عاماً، واليوم بات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون في القطاع من دون مأوى، بعد أن دمَّرت الحرب مساكنهم.