ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصادر مطلعة على محادثات صفقة التبادل، لم تُسمّها، أن تصريحات ترمب تبدو "أمنية سياسية لا أكثر"، في ظل عدم وجود "مؤشرات على تغير بموقف حماس ونتنياهو".
ووفقاً للمصادر، تسعى الإدارة الأمريكية إلى دفع مسار "صفقة شاملة" تتضمن وقفاً لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، وإنهاء الحرب، تمهيداً لتوسيع دائرة اتفاقيات التطبيع في المنطقة.
وأضاف المسؤولون أنهم لا يفهمون الأساس الذي استند إليه تفاؤل ترمب، خصوصاً بعد تصريحاته خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض الجمعة، التي وصف فيها الوضع في غزة بـ"المروّع"، معرباً عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال الأسبوع المقبل.
كما أكدوا عدم تلقيهم أي بلاغ رسمي بحدوث اختراق في مفاوضات صفقة التبادل، مشيرين إلى أن الاتصالات الجارية حالياً عبر الوساطتين القطرية والمصرية لا تزال دون نتائج ملموسة.
ونفى المسؤولون أيضاً صحة التقارير التي تحدثت عن زيارة وشيكة للمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مؤكدين أنه لا توجد خطط حالياً لقدومه إلى المنطقة.
وختموا بالإشارة إلى أن ترمب يحاول، على ما يبدو، استثمار الزخم الناتج عن انتهاء المواجهة بين إسرائيل وإيران لتحقيق إنجاز سياسي جديد.
وفي مايو/أيار الماضي، قدم ويتكوف مقترحاً لحركة حماس، يقضي بإطلاق سراح نصف الرهائن الإسرائيليين الأحياء، ونصف جثامين القتلى منهم، خلال 7 أيام من بدء سريان الاتفاق، مقابل هدنة لمدة 60 يوماً. وخلال فترة الهدنة، تُجرى مفاوضات غير مباشرة "بجدية وحسن نية"، بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وآنذاك، سلمت حماس ردها إلى الوسطاء بشأن المقترح، موضحة أنه "يحقق 3 أهداف رئيسية هي وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب شامل من غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع"، دون أن تحدد فحواه.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيراً إسرائيلياً في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.