وأفادت القناة بأن رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، أبلغ الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، أن الجيش يُسيطر حالياً على نحو 75% من مساحة القطاع، ويعتبر أن المرحلة المقبلة يجب أن تتجه إما نحو إتمام السيطرة الكاملة أو التفاوض على صفقة تبادل أسرى، مع ترجيحه الخيار الثاني.
وتحدثت القناة عن وجود خلاف داخل المستويين السياسي والعسكري بشأن الأولوية التالية، إذ تميل المؤسسة العسكرية إلى إنهاء الحرب عبر صفقة تبادل، في حين يصرّ بعض السياسيين على استكمال العمليات العسكرية.
ومن المتوقع أن يُناقش المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) هذا الملف خلال اجتماعه مساء الأحد.
من جانبها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رئيس الوزراء نتنياهو أعاد ترتيب أولويات الحرب، معتبراً أن استعادة الأسرى باتت في مقدمة الأهداف.
وحسب الصحيفة، قال نتنياهو خلال اجتماع مع جهاز الأمن العام (الشاباك): "أبشّركم بأن فرصاً كثيرة توفرت بعد هذا الانتصار على إيران... الأولوية الآن هي لإنقاذ الرهائن".
وكانت إسرائيل قد شنت في 13 يونيو/حزيران، بدعم أمريكي، هجوماً استمر 12 يوماً على أهداف عسكرية ونووية ومدنية في إيران، أسفر عن سقوط ضحايا ودمار واسع.
وردّت طهران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة استهدفت مواقع إسرائيلية، مخترقة الدفاعات الجوية وتسببت في خسائر مادية وبشرية.
وحسب الصحيفة، لا يزال نتنياهو يصر على الجمع بين تحقيق "النصر الكامل" في غزة، كما يسميه، واستعادة الأسرى، رغم فشل حكومته حتى الآن في تحقيق أي من الهدفين بشكل واضح.
وتقدّر إسرائيل أن عدد الأسرى الإسرائيليين في غزة يبلغ نحو 50، من بينهم 20 على قيد الحياة، في حين تحتجز في السجون الإسرائيلية أكثر من 10400 فلسطيني، بينهم مرضى ومعتقلون يعانون أوضاعاً صعبة، وفق تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
وفيما تواصل حركة حماس إعلان استعدادها لإتمام صفقة تبادل شاملة تشمل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب وانسحاب الجيش من القطاع، تتمسك الحكومة الإسرائيلية بمقاربة الصفقات الجزئية، مشترطة نزع سلاح الفصائل وإعادة فرض السيطرة على غزة، وهو ما تعتبره المعارضة محاولة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية لنتنياهو.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 190 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.