وفي محافظة نابلس شمالي الضفة الغربية، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" بأن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة، ودَهَمت منازل وعمارات سكنية في مخيمي بلاطة والعين، إضافة إلى أحياء رفيديا، عسكر البلد، والمساكن الشعبية، واعتقلت طفلاً (17 عاماً) وشاباً آخر قبل أن تنسحب من المكان.
كما اقتحمت آليات عسكرية، يرافقها جرافة، مخيم بلاطة شرق نابلس، دون تسجيل اعتقالات، حسب مصادر محلية.
وفي محافظة سلفيت، اقتحمت قوة إسرائيلية بلدة قراوة بني حسان غرب المدينة، ودَهمت عدداً من المنازل، دون أن تسفر المداهمات عن اعتقالات، وفقاً لمصادر ميدانية.
أما في مدينة الخليل جنوب الضفة، فقد نفذت قوات الاحتلال سلسلة اقتحامات طالت عدة أحياء، دون الإبلاغ عن اعتقالات، حسب ما أفادت به مصادر محلية.
وكانت قوات الاحتلال قد شنت، مساء الجمعة، حملة اعتقالات في مدينة الخليل طالت 15 مواطناً من عائلة الأسير المبعد إلى غزة، أيمن أبو داود، الذي استشهد في قصف إسرائيلي صباح الخميس. وجرت المداهمات بعد منع إقامة بيت عزاء له، وفقاً لما أفادت به مصادر محلية.
يأتي هذا في أعقاب إعلان مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة "حماس"، أن غارة إسرائيلية استهدفت، الخميس، ثلاثة أسرى محررين مبعدين إلى غزة، وهم مهدي شاور، وأيمن أبو داود، وبسام أبو سنينة، ما أدى إلى استشهادهم.
وفي سياق متصل، شهدت منطقة مسافر يطا جنوب الخليل اعتداء جديداً من مستوطنين إسرائيليين، أطلقوا مواشيهم في أراضٍ مزروعة بأشجار الزيتون تعود لمواطنين فلسطينيين في منطقة "شعب البطم"، ما أدى إلى إتلاف جزء منها.
وقالت منظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو، في بيان، إن هذا السلوك يأتي ضمن سلسلة اعتداءات متكررة تهدف إلى ترويع السكان ودفعهم لمغادرة أراضيهم قسراً لصالح التوسع الاستيطاني.
وفي تعليق على تصاعد اعتداءات المستوطنين، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، مؤيد شعبان، في تصريح صحفي، إن المستوطنين نفذوا خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، سلسلة من الاعتداءات "المنظمة والمتزامنة" في مختلف أنحاء الضفة الغربية.
وأضاف شعبان أن الاعتداءات شملت إشعال حرائق في مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والممتلكات، باستخدام مواد سريعة الاشتعال، مشيراً إلى أن المستوطنين أظهروا مستوى عالياً من التنسيق والتنظيم، حيث نفذوا الهجمات في توقيتات متزامنة بمناطق متعددة، لتشتيت جهود التصدي.
وأكد أن معظم المشاركين في تلك الاعتداءات كانوا مسلحين ويرتدون زياً موحداً أسود اللون، مع تغطية وجوههم، وهو ما اعتبره مؤشراً على وجود تنظيم وتخطيط مسبق.
وأشار إلى أن الاعتداءات لم تتوقف طوال أيام الشهر، وتركزت بشكل خاص في مناطق شرق رام الله وسط الضفة، ومسافر يطا جنوبها.
ووفق إحصائيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد أدت الاعتداءات المتصاعدة من جانب المستوطنين والجيش الإسرائيلي، منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى تهجير نحو 30 تجمعاً سكانياً فلسطينياً من مناطقهم في الضفة الغربية، في ظل تصاعد الضغوط والاستهدافات المنظمة.
وبالتوازي مع الإبادة الجماعية بغزة صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 989 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد على 18 ألفاً.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت هذه الحرب نحو 193 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.