ويُعَدّ هذا الحراك الثاني من نوعه خلال شهر، بعد محاولة سابقة عبر سفينة "مادلين" في إطار "أسطول الحرية".
وأوضحت اللجنة أنه بسبب الرياح القوية ارتدّت السفينة نحو الرصيف، قبل أن تنطلق مجدداً وهي تُبحر بالمؤخرة أولاً، بمهارات قيادة وصفها البيان بـ"الرائعة"، وإصرار "منقطع النظير" من القبطان وطاقمه.
وأكدت اللجنة الدولية أن هذه الخطوة تأتي امتداداً لسفن سابقة مثل "الضمير" و"مادلين"، وتمهيداً لموجة تضامنية أكبر خلال هذا العام، مشددة على أن "القرصنة البحرية واختطاف النشطاء ومصادرة السفن واعتقال المتضامنين، لن تُرهبنا ولن توقف مساعينا ما دام الحصار مستمراً".
وأشارت إلى أنها، ضمن تحالف "أسطول الحرية"، تعمل على تصعيد الحراك البحري الدولي لكسر الحصار الإسرائيلي عن غزة.
ودعت اللجنة "جميع الحراكات والمؤسسات التضامنية حول العالم إلى توحيد الجهود، وتصعيد الضغط على الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه الدوليين، من أجل إنهاء الحصار تمهيداً لإنهاء الاحتلال نفسه، باعتباره أصل كل مآسي المنطقة"، بحسب تعبيرها.
حنظلة.. أكثر من سفينة
وقالت اللجنة إن "سفينة حنظلة ليست مجرد قارب، بل صرخة ضمير عالمي في وجه التطبيع مع الحصار، ورسالة إلى شعوب العالم بأن التحرك التضامني ليس خياراً، بل واجبٌ إنسانيٌّ وأخلاقيٌّ".
وحيّت صمود الفلسطينيين في غزة، داعية إلى متابعة السفينة ومسارها من كثب "لحماية المتضامنين على متنها وتعزيز رسالتها وأهدافها". وأكدت اللجنة أنها "لن تترك غزة وحدها".
وتحمل السفينة اسم "حنظلة"، الشخصية الرمزية التي ابتكرها الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي عام 1969، والتي أصبحت أيقونة فلسطينية ترمز إلى الصمود والمقاومة، خصوصاً في وجه الظلم الدولي والتواطؤ مع الاحتلال.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وأسفرت هذه الإبادة عن سقوط أكثر من 196 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وسط مجاعة متفاقمة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.