وأشارت الوزارة في بيان، إلى أن الوثيقة الختامية لهلسنكي التي وُقّعت في خضم الحرب الباردة، أرست مبادئ لا تزال تحظى بالشرعية حتى اليوم، وأسست لبنية أمنية إقليمية شاملة تقوم على الحوار والتعاون بين دول أوروبا والأطلسي وأوراسيا.
وذكّرت الوزارة أن تركيا كانت من أوائل الدول الموقعة على الوثيقة، وقدّمت دعماً مبكراً وفعّالاً للعملية التي انطلقت بموجب مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا، مشددةً على أن أنقرة لم تكتفِ بتأكيد التزامها السلام الإقليمي، بل ساهمت بفاعلية في تشكيل بنية الأمن الأوروبي القائمة على القانون الدولي.
ولفتت الوزارة إلى أن أنقرة واصلت هذا النهج بعد تحوّل المؤتمر إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) عام 1994، مذكّرةً باستضافة تركيا لقمة إسطنبول عام 1999 التي شهدت اعتماد "ميثاق الأمن الأوروبي"، الذي أصبح إحدى الوثائق المرجعية الأساسية في المنظمة.
وأوضحت أن الميثاق حدّد مبادئ وآليات تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة خلال القرن الحادي والعشرين، مؤكدةً أن تركيا مستمرة في دعم المنظمة بصفتها أوسع منتدى أمني إقليمي يتبنى مقاربة شاملة تشمل الأبعاد السياسية-العسكرية، والاقتصادية-البيئية، والإنسانية.
واختتمت الوزارة بيانها بالتشديد على أن تركيا تواصل مساهمتها البنّاءة لتعزيز فاعلية المنظمة وكفاءتها، وعلى أنها ستظل ملتزمة العمل متعدد الأطراف والدبلوماسية النشطة، وستواصل دعم جهود إرساء الاستقرار والسلام في منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، رغم التحديات العالمية الراهنة.