وأعلنت السلطات الأوكرانية أنّ كييف تعرّضت ليل الأربعاء-الخميس لهجوم روسي بطائرات مسيّرة أوقع قتيلين وسبعة جرحى على الأقلّ، فيما طلبت الإدارة العسكرية من سكان العاصمة الاحتماء في الملاجئ إثر رصدها صواريخ باليستية روسية.
وقال رئيس بلدية العاصمة فيتالي كليتشكو في منشور على تطبيق تليغرام إنّ "جريحاً نُقل إلى المستشفى... في منطقة سولوميانسكي"، قبل أن يعلن بعد بضع دقائق سقوط جريح آخر في المنطقة نفسها.
وشنت روسيا بطائرات مسيّرة وصواريخ هجوماً على العاصمة الأوكرانية كييف في وقت مبكر من اليوم الخميس، وأفاد مسؤولون بسقوط قتيلين وإصابة 13 آخرين واندلاع حرائق في مبان سكنية وأخرى غير سكنية، وذلك في الوقت الذي استأنفت فيه واشنطن توريد الأسلحة إلى البلد الذي أنهكته الحرب.
وجاء هذا الهجوم ضمن تصعيد روسي متواصل للهجمات بمئات المسيرات والصواريخ، ما أجهد الدفاعات الجوية الأوكرانية في لحظة حرجة من الحرب وأجبر آلافاً على الفرار إلى الملاجئ بشكل متكرر خلال الليل.
وتسعى روسيا مؤخراً إلى إغراق الدفاعات الجوية الأوكرانية بسلسلة من الهجمات المكثفة التي تشمل أعداداً متزايدة من الطائرات المسيّرة الخداعية. ويبدو أن الهجوم الأخير استهدف تعطيل إمدادات الأسلحة الغربية الحيوية لأوكرانيا.
ووفقاً للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن مدينة لوتسك، التي تضم قواعد جوية تابعة للجيش الأوكراني وتقع بالقرب من الحدود مع بولندا في غرب البلاد، كانت الأكثر تضرراً.
وقال زيلينسكي إن "الكرملين أراد توجيه رسالة من خلال هذا الهجوم"، إذ تُعد المنطقة مركزاً حيوياً لتلقي المساعدات العسكرية الأجنبية.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها استهدفت قواعد جوية أوكرانية، مضيفة أن "جميع الأهداف المحددة قد جرى تدميرها". وفي المقابل، أطلقت أوكرانيا طائرات مسيّرة على روسيا خلال الليل، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم طفل يبلغ من العمر خمس سنوات، في منطقة كورسك الحدودية، بحسب حاكم الإقليم.
ويعد الهجوم الروسي، الذي شمل 728 طائرة مسيّرة و13 صاروخاً، الأكبر من حيث عدد الطائرات المسيّرة التي أُطلقت في ليلة واحدة منذ بداية الحرب. ففي يوم الجمعة الماضي، أطلقت روسيا 550 طائرة، وقبلها بأيام قليلة شنت هجوماً بـ477 طائرة، وهي أرقام كانت تعد الأكبر في حينها، بحسب المسؤولين.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.