وتستمر الدعاوى القضائية المتعلقة بقرارات إدارة ترمب بشأن الجامعات، لا سيما تلك التي تستهدف المشاركين في الأنشطة الطلابية الداعمة للقضية الفلسطينية. وأوضحت المنظمة في شكواها أن الوضع القانوني للطلاب الدوليين أُلغي دون تقديم مبررات، مشيرة إلى أن هؤلاء الطلاب مهددون بالاحتجاز والترحيل.
كما لفتت المنظمة إلى أن الطلاب الذين يسعون للدراسة في الجامعات الأمريكية يواجهون تحديات مالية وأكاديمية كبيرة.
وفي هذا السياق، استخدمت إدارة ترمب أساليب الضغط على الجامعات من خلال تقليص التمويل وفتح التحقيقات، بهدف منع المظاهرات المؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي. وكانت الإدارة قد هددت بتجميد التمويل الفيدرالي لعدة جامعات، بما في ذلك جامعة هارفارد، استناداً إلى الاحتجاجات الطلابية المتضامنة مع فلسطين.
وفي خطوة إضافية، أعلن البيت الأبيض عن فتح تحقيق للتحقق من استخدام المنح الفيدرالية، التي تتجاوز قيمتها 8.7 مليار دولار، من قِبل جامعة هارفارد، بما يتماشى مع قوانين الحقوق المدنية. وفي مواجهة هذا التهديد، رفضت جامعة هارفارد مطالب الإدارة بإجراء إصلاحات داخل الجامعة، فيما رفع عدد من أساتذة الجامعة دعاوى قضائية ضد التحقيقات في تمويلها الفيدرالي.
وفي إطار الإجراءات العقابية، قررت إدارة ترامب تجميد تمويل قدره 2.2 مليار دولار مخصص لجامعة هارفارد، إضافة إلى تعليق عقود تصل قيمتها إلى 60 مليون دولار. من جهتها، دافعت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت عن القرار، معتبرة إياه خطوة ضمن جهود "مكافحة معاداة السامية".
وأعلنت هيئة الإيرادات الداخلية الأمريكية (IRS) أنها تدرس إلغاء الإعفاء الضريبي الممنوح لجامعة هارفارد.
وأدّت هذه الإجراءات إلى تجنب عديد من الطلاب الأجانب في الجامعات الأمريكية التعبير عن آرائهم، خصوصاً بعد اتخاذ خطوات عقابية تجاه المشاركين منهم في المظاهرات المؤيدة لفلسطين. وقد أثرت تلك التدابير في سلوكيات الطلاب، خصوصاً بعد إلغاء تأشيرات بعض الطلاب الأجانب وترحيلهم عقب وصول ترمب إلى السلطة.
ورُصدت آراء بعض الطلاب في جامعة هارفارد، التي تُعَدّ واحدة من أعرق الجامعات الأمريكية، إذ عبّروا عن مخاوفهم من إلغاء تأشيراتهم بسبب التهديدات التي يتعرضون لها.
وتستقطب جامعة هارفارد أكثر من 6,700 طالب دولي يشكلون 27% من إجمالي عدد طلابها، وقد وجّهت رسائل إلكترونية تحت عنوان "اعرف حقوقك" إلى الطلاب الأجانب لتوضيح الإجراءات القانونية التي يمكن اتخاذها في حال مواجهة مشكلات تتعلق بالمظاهرات أو قضايا مماثلة، إلى جانب تنظيم ندوات في الحرم الجامعي للإجابة عن استفساراتهم.
ومع تصاعد المخاوف، تجنّب الطلاب الأجانب قضاء عطلاتهم الصيفية في بلدانهم خوفاً من حظر دخولهم مجدداً إلى الولايات المتحدة، في ظل الأوضاع الحالية التي تثير القلق.
وفي أبريل/نيسان 2024، اندلعت احتجاجات داعمة لفلسطين بدأت بجامعة كولومبيا الأمريكية وتمددت إلى أكثر من 50 جامعة في البلاد، واحتجزت الشرطة أكثر من 3 آلاف و100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة في غزة، خلّفت نحو 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.