جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة بالمجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، قال فيها إنّ "التاريخ لم ولن يرحم من خانوا وطنهم"، في إشارة إلى الذكرى الثامنة لمحاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز 2016.
وشدد أردوغان على استمرار بلاده في "تطهير جميع مرافق ومؤسسات الجمهورية التركية من تنظيم غولن الإرهابي وعناصره".
وأضاف: "نجاح هدف (تركيا خالية من الإرهاب) هو انتصار للأخوة التركية-الكردية-العربية، ولصالح شعوب المنطقة"، مؤكداً التزام الدولة التركية العمل دون كلل لجعل البلاد آمنة ومستقرة وخالية من التهديدات الإرهابية، وحماية جميع أطياف المجتمع التركي.
وحول العدوان الإسرائيلي على سوريا قال أردوغان إنّ "إسرائيل دولة إرهاب، لا تعترف بقانون ولا بقواعد، وليس لها مبادئ، ومتغطرسة"، مضيفاً أن "إسرائيل قتلت الأبرياء في غزة ولبنان واليمن وإيران، وتنقل جرائمها إلى سوريا بذريعة حماية الدروز".
وشدد أردوغان على أن العدوان الإسرائيلي أكبر مشكلة حالياً في المنطقة، وأضاف: "إسرائيل دولة إرهاب لا تحترم القانون الدولي، وعدوانيتها باتت أكبر تهديد للمنطقة في هذه المرحلة".
وفي السياق ذاته، أكد أردوغان حرص تركيا على وحدة وسلامة الأراضي السورية، قائلاً: "سوريا دولة جارة لنا، ولن نسمح لأي طرف بالمساس بسيادتها أو بوحدة أطياف شعبها".
وأردف: "لم نوافق على تقسيم سوريا بالأمس، وقطعاً لن نوافق اليوم ولا غداً" مضيفاً أن "من يتمسكون بحبل إسرائيل سوف يدركون عاجلاً أم آجلاً أنهم ارتكبوا خطأ فادحاً في حساباتهم".
ولفت الرئيس التركي إلى أن "سوريا مستقرة ستخلق استقراراً لجميع الدول المحيطة بها، وإلا سيتحمل الجميع أعباء ذلك". وأشار أردوغان إلى أن "أكراد سوريا إخوة أشقاء لنا مثلهم مثل مواطنينا الأكراد، ولن نسمح بأن يكونوا مقبلات على مائدة الصهيونية".
وأكد أردوغان أن "من يبحثون عن مستقبل آمن لهم من خلال الاضطهاد والمجازر عليهم ألا ينسوا أنهم راحلون ونحن الباقون، فنحن أصحاب هذه الأرض".
ولفت الرئيس التركي إلى أن تركيا تتابع من كثب جميع التطورات في سوريا، مضيفاً: "وزاراتنا وأجهزتنا الأمنية المعنية على تواصل مع نظيراتها السورية".
وقال إنّ سياسة تركيا الأساسية قائمة على حماية وحدة أراضي سوريا وهويتها متعددة الثقافات، وشدد الرئيس التركي على أن "سوريا ستتجاوز هذه الصعوبات بفضل القيادة الحكيمة لأخي العزيز أحمد الشرع".
والأربعاء، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدواناً جديداً على سوريا شمل غارات على أكثر من 160 هدفاً في 4 محافظات، هي: السويداء ودرعا المتجاورتان، ودمشق وريف دمشق، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 34 جراء الغارات على وسط العاصمة دمشق.
وتستخدم إسرائيل ما تزعم أنها "حماية الدروز" في سوريا ذريعة لتبرير انتهاكاتها المتكررة لسيادة البلاد، ومنها رغبتها في جعل جنوب سوريا "منزوع السلاح".
لكن معظم زعماء الطائفة الدرزية بسوريا أكدوا، عبر بيان مشترك في وقت سابق، إدانتهم أي تدخل خارجي وتمسكهم بسوريا الموحدة، ورفضهم التقسيم أو الانفصال.