جاء ذلك في كلمات لوزراء خارجية عدد من الدول العربية، أمس الاثنين، خلال الجلسة الثانية للمؤتمر الدولي لحل الدولتين الذي يُعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك برئاسة المملكة العربية السعودية وفرنسا.

قطر

قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: "في مواجهة الوضع الكارثي (بقطاع غزة)، لم تتوانَ قطر في بذل ما في وسعها من مساعٍ دبلوماسية لحقن دماء الأبرياء وتخفيف معاناتهم وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين".

وأكد استمرار مساعي بلاده "بغية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار تمهيداً لإنهاء الأزمة، وإطلاق جهود التعافي وإعادة الإعمار".

وجدد رئيس الوزراء القطري رفض بلاده القاطع لـ"استخدام الغذاء أداة للضغط أو سلاحاً في النزاعات"، مؤكداً إدانتها "لسياسات الحصار والتهجير القسري التي تُمارَس بحق المدنيين والاستهداف المتكرر للمستشفيات ومراكز إيواء النازحين بغزة".

السعودية

من جهته، دعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان "كل الدول إلى الاعتراف بدولة فلسطين".

وأكد أن مؤتمر تنفيذ حل الدولتين "ينعقد في ظل استمرار التصعيد واتساع رقعة الصراع، دون أي اعتبار للتبعات الإقليمية والدولية".

ولفت إلى أن "المدنيين في غزة يتعرضون لأبشع الانتهاكات الجسيمة من تجويع وقصف وتهجير وتقويض ممنهج لكل الجهود الدولية لإيصال المساعدات".

وأكد وزير الخارجية السعودي أن "السلام لن يُبنى دون تمكين الشعب الفلسطيني اقتصادياً وتنموياً"، مشدداً على أن "‏المملكة تبذل جهوداً متواصلة لتجسيد دولة فلسطينية مستقلة".

مصر

بدوره، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على "ضرورة خلق أُفق سياسي وتدشين مسار تفاوضي للتوصل إلى السلام العادل والشامل من خلال تنفيذ حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وإلزام إسرائيل الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في 4 يونيو/حزيران 1967، ووقف جميع الإجراءات الأحادية وعلى رأسها الاستيطان"، وفق بيان للخارجية المصرية.

وطالب عبد العاطي بـ"العمل على تنفيذ عدد من الإجراءات يتمثل في إنهاء العدوان الإسرائيلي السافر على غزة، وإتمام صفقة وقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن والأسرى".

كما طالب بـ"تمكين الأمم المتحدة ووكالة الأونروا من الاضطلاع بدورها في غزة، وتدفق المساعدات الإنسانية دون أي عوائق".

وشدد على "ضرورة دعم جهود تنفيذ الخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، وتقديم ما يلزم من إمكانات لجعل قطاع غزة قابلاً للحياة من جديد".

ولفت إلى أن "الاعتراف بفلسطين هو حق من حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، ويرتبط بحق تقرير المصير".

الأردن

كما دعا أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني "دول العالم إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية"، وفق ما نقلته القناة الرسمية للمملكة الأردنية.

وثمن الصفدي "الاعتراف الفرنسي بالدولة الفلسطينية، وندعو مزيداً من الدول لأخذ هذه الخطوة".

وأكد أن "كارثية الفشل في تنفيذ حل الدولتين تتجلى يومياً في الأراضي الفلسطينية، قتلاً ودماراً وتجويعاً"، مشدّداً على أن "القانون الدولي والقانون الإنساني أصبحا مجرد شعارات تُرفع دون تطبيق فعلي".

وقال الصفدي: "الاحتلال جعل من غزة مقبرة لأهلها، فيما يُقتل الفلسطينيون ويُجوعون أمام أعين العالم"، محذراً من أن "الأمل بالسلام يموت في ظل غطرسة الاحتلال واستمراره في فرض سياسات القمع والعدوان".

فلسطين

من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى: "لقد انتظرنا لسنوات طويلة تدخلاً دولياً حقيقياً ينطلق بنا نحو تحقيق الحل السلمي والعادل والشامل للقضية الفلسطينية واستقلال دولة فلسطين تنفيذاً لحل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية".

وتابع: "لا بد أن يشكل هذا المؤتمر الدولي نقطة تحوُّل، تترجم فيه المواقف والقرارات إلى خطوات عملية دولية غير مسبوقة لوقف الإبادة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإعلاء الحق الفلسطيني وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حل الدولتين وفق الشرعية الدولية، مما يفتح الطريق نحو السلام والأمن والاستقرار والازدهار في منطقنا لصالح كل الشعوب والدول".

وأكد مصطفى جاهزية فلسطين "لدعوة قوة إسناد عربية ودولية مؤقتة لدعم الاستقرار بقرار من مجلس الأمن لتوفير الحماية لشعبنا الفلسطيني ولضمان وقف إطلاق النار ودعم جهود الحكومة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، وليس بديلاً عنها، في إطار يساهم في تجسيد الدولة المستقلة استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية وتنفيذ حل الدولتين".

فرنسا

وأيّدت فرنسا المواقف العربية، إذ قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: "من الوهم الاعتقاد بأن وقف إطلاق النار يمكن أن يدوم دون رؤية عامة لما ستكون عليه غزة بعد الحرب، ودون أفق سياسي وبديل للحرب الدائمة".

وشدد بارو على أن "حل الدولتين يبقى السبيل الوحيدة القابلة للتطبيق نحو السلام"، معتبراً أن حرمان الشعوب من حق تقرير المصير "يؤدي حتماً إلى الاستياء والعنف والحرب".

وانتقد بارو أيضاً توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وهجمات المستوطنين المتطرفين، وتصويت الكنيست (البرلمان) الأخير لصالح الضم الكامل للأراضي المحتلة.

وأكد بارو أن "اعتراف فرنسا الكامل بدولة فلسطين في سبتمبر/أيلول المقبل سيكون رفضاً لمنطق الحرب ودعوة للسلام"، مناشداً إسرائيل الاستجابة للدعوات الدولية، ورفع الحصار عن غزة، والعودة إلى المفاوضات".

وكان من المقرر عقد "مؤتمر فلسطين الدولي" في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بين 17 و20 يونيو/حزيران الماضي، لكن عقب الهجمات الإسرائيلية على إيران، التي بدأت في 13 يونيو/حزيران بدعم أمريكي، واستمرت 12 يوماً، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأجيل المؤتمر.

وأعربت كل من إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة عن رفضهما إقامة مؤتمر دعم حل الدولتين.

وتشن إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 205 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.