وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، مشيرة في بيان إلى أن العملية نُفذت مساء الاثنين، ووصفتها بأنها "ضربة إضافية لهيبة الجيش الإسرائيلي الهزيل".
وحسب البيان الصادر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح الثلاثاء، فإن الجنود القتلى ينتمون إلى كتيبة "نتساح يهودا" ضمن لواء كفير، وقد سقطوا خلال عمليات عسكرية شمالي غزة. وتكتمت الجهات الإسرائيلية على تفاصيل الكمين لساعات، وسط وصف إعلام عبري للحدث بأنه "من أصعب الوقائع" التي شهدتها القوات في الآونة الأخيرة.
في المساء ذاته، نشرت إذاعة الجيش الإسرائيلي نتائج التحقيق العسكري في الهجوم، والذي أفاد بأن فرقة 99 بدأت عملية عسكرية في بيت حانون قبل أربعة أيام من وقوع الكمين، "بهدف القضاء على المسلحين المتبقين في المدينة، ويُقدر عددهم بالعشرات، معظمهم يتحصنون داخل شبكة من الأنفاق، ويخرجون منها بين الحين والآخر.
وبحسب التحقيق، فإن منطقة الكمين كانت قد تعرّضت خلال الأيام السابقة لقصف مكثف من الجو والمدفعية. ووقعت العملية بعد ساعة واحدة فقط من دخول سرية راجلة من كتيبة "نتساح يهودا" إلى الموقع، ترافقها سرية مدرعة لتوفير الغطاء.
وبدأ الهجوم بتفجير عبوة ناسفة استهدفت القوة المتقدمة، وعند محاولة الجنود إسعاف زملائهم المصابين، انفجرت عبوة ثانية. وبعدها فتح المسلحون النار بكثافة من بين أنقاض المنازل مستخدمين رشاشات أوتوماتيكية، بينما كانوا يراقبون التحركات العسكرية بدقة. وجرى لاحقاً تفجير عبوة ثالثة.
أظهر التحقيق أن معظم الإصابات وقعت نتيجة التفجيرين الأوليين، وأن العبوات الناسفة كانت مخفية بإتقان، وزُرعت على الأرجح قبل نحو 24 ساعة من الهجوم، وجرى تفجيرها عن بعد. وأوضح أن العبوات فُجّرت بشكل تدريجي بهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا في صفوف الجيش.
كما لفت التحقيق إلى أن المواجهة استمرت نحو ساعة ونصف الساعة، وكان التركيز الأساسي خلالها على منع وقوع أي عملية اختطاف في صفوف القوات.
وفي تعليق لافت، اعتبر المحلل العسكري في إذاعة الجيش الإسرائيلي، دورون كادوش، أن ما حدث في بيت حانون، يعد فشلاً استخباراتياً وعسكرياً، مشيراً إلى أن الهجوم وقع على بعد كيلومتر واحد فقط من السياج الحدودي مع غزة، وعلى مسافة 3 كيلومترات من مدينة سديروت، وهي مناطق خاضعة لسيطرة الجيش منذ أكثر من عام ونصف، وتحديداً منذ بدء الغزو البري في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبمقتل الجنود الخمسة، ارتفعت حصيلة قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ استئنافه الإبادة بغزة في مارس/ آذار الماضي إلى 39 ضابطاً وجندياً، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
كما ارتفعت حصيلة قتلى جيش الاحتلال منذ بدئه حرب الإبادة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 888 عسكرياً، بينهم 444 قُتلوا منذ بدء الاجتياح البري للقطاع في 27 من الشهر ذاته.
بينما ارتفع عدد المصابين من الضباط والجنود منذ بداية الحرب إلى 6 آلاف و73 عسكرياً بينهم ألفان و780 منذ بدء الاجتياح البري، وفق بيانات جيش الاحتلال الإسرائيلي المنشورة على موقعه.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة أكثر من 194 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.