وفي شرقي الضفة الغربية قرب مدينة أريحا التاريخية، أنشأ مستوطنون إسرائيليون الأربعاء، سادس بؤرة استيطانية خلال شهر، كما احتلوا منزلاً فلسطينياً، وفق ما قاله المشرف العام على منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، حسن مليحات لوكالة الأناضول.
وأضاف مليحات: إن المستوطنة السادسة لا تبعد سوى 150 متراً عن منازل المواطنين الفلسطينيين، وأوضح أن المستوطنين أحضروا معهم قطعان ماشية، وأقاموا حظائر وخياماً وبدؤوا فعلياً في تدشين البؤرة الجديدة.
وأشار إلى اقتحام المستوطنين لمنزل أحد المواطنين في تجمع عرب المليحات والجلوس فيه والاستيلاء على أعلاف الماشية التي يخزنها السكان البدو، مشيراً إلى أن المستوطنين سبق وأقاموا خمس بؤر استيطانية أخرى خلال شهر في منطقة المعرجات.
ووفق مليحات، فإن عدد الفلسطينيين في تجمع عرب المليحات يتجاوز 500 نسمة يعيشون "تصعيداً خطيراً" على يد المستوطنين بهدف "اقتلاع الوجود الفلسطيني من المنطقة".
وبحسب بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الحكومية الفلسطينية، فإن اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال أدت إلى رحيل نحو 30 تجمعاً فلسطينياً منذ تصعيد إسرائيل عدوانها بالضفة بالتزامن مع بدء الحرب على غزة.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الخميس، 6 فلسطينيين من مدينة الخليل وبلدة حلحول شمالاً، بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا",
كما اعتقلت سيدة فلسطينية وشاباً خلال اقتحامها بلدتي بيتونيا ودير السودان بمحافظة رام الله والبيرة. وأفادت "وفا" بأن السيدة هي زينب أبو زيد (عميرة)، مديرة منظمة "لا حدود للدراسات والأبحاث"، بعد مداهمة منزلها في بيتونيا وتفتيشه.
وعلى صعيد انتهاكات الاحتلال للأماكن الدينية، كشفت وزارة الأوقاف الفلسطينية عن تصعيد خطير في الانتهاكات الدينية خلال شهر يونيو/حزيران، إذ اقتحم الاحتلال المسجد الأقصى 25 مرة، تخللها أداء طقوس تلمودية علنية، وإغلاق المسجد 11 مرة تحت ذرائع أمنية، إلى جانب فرض قيود على أعداد المصلين وتضييق الخناق على البلدة القديمة ومصلى قبة الصخرة.
وأشار التقرير إلى أن جنود الاحتلال ومستعمرين اقتحموا قبة الصخرة خلال صلاة عيد الأضحى، وأدوا طقوساً علنية من غناء ورقص وتصفيق، في مشهد استفزازي ومهين لمشاعر المصلين.
وفي الحرم الإبراهيمي في الخليل، منعت سلطات الاحتلال رفع الأذان 89 وقتاً خلال يونيو/حزيران، وأغلقته أمام المصلين والزوار لمدة 12 يوماً متواصلاً، بما في ذلك أوقات الأعياد والمناسبات الدينية. كما ركبت أجهزة إنذار واعتلاء سطح الحرم ورفع الأعلام الإسرائيلية عليه.
ورصد التقرير أيضاً اقتحام كنيسة القيامة في القدس لمدة 11 يوماً، وإغلاق أبوابها أمام المسيحيين، بالإضافة إلى اقتحام مسجد الصلاحي الكبير في نابلس وتفتيشه بالكامل.
ودعت وزارة الأوقاف، في ختام تقريرها، المجتمع الدولي والمؤسسات الدينية والحقوقية إلى التحرك العاجل لحماية المقدسات ووقف سياسة فرض الأمر الواقع التي تتبعها سلطات الاحتلال في الأراضي المحتلة.
وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعَّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 988 فلسطينياً على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 191 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.