جاء ذلك بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال عن إنشاء “ممرات إنسانية” تسمح لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الآمن لإدخال المواد الغذائية والأدوية إلى سكان غزة، إلى جانب تنفيذ تعليق مؤقت للأعمال العسكرية في المناطق المكتظة بالسكان لأغراض إنسانية.
وأشار جيش الاحتلال إلى استئناف عمليات إسقاط المساعدات جواً على القطاع، مبيناً أن هذه العمليات ستُجرى بالتنسيق مع منظمات الإغاثة الدولية وستشمل سبع منصات محملة بالدقيق والسكّر والمعلبات الغذائية التي ستوفرها تلك المنظمات. وأكدت مصادر فلسطينية بدء إنزال المساعدات في شمال قطاع غزة.
في سياق متصل، علّق جيش الاحتلال بشكل مؤقت عملياته العسكرية في ثلاث مناطق في قطاع غزة، هي المواصي (غرب خان يونس) ودير البلح ومدينة غزة، اعتباراً من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثامنة مساءً بتوقيت فلسطين المحتلة، وذلك حتى إشعار آخر.
وقال جيش الاحتلال إنّ المسارات الآمنة التي جرى تحديدها ستُطبق بشكل دائم من الساعة السادسة صباحاً وحتى الحادية عشرة مساءً، في خطوة تهدف إلى تخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع.
وفي تطور متصل، ذكرت القناة 12 العبرية أن الحكومة الإسرائيلية أقرّت مساء السبت "هدنة إنسانية" تمتد إلى عدة ساعات في مناطق متفرقة من قطاع غزة، بدءاً من الساعة العاشرة صباح الأحد وحتى ساعات المساء، دون تحديد المناطق المشمولة أو وقت انتهاء الهدنة.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي كبير أن القرار جاء بعد اجتماع ضم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزيرَي الدفاع والخارجية وقادة أمنيين.
ولفتت القناة إلى أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش لم يُبلَغا مسبقاً بالقرار، وهو ما أثار غضب بن غفير، الذي أعرب عن استيائه عبر منشور على منصة إكس، مؤكداً عدم مشاركته في المشاورات.
بالتوازي، سمح جيش الاحتلال يوم السبت بإسقاط كميات محدودة من المساعدات على القطاع، في وقت بدأت فيه سفينة حنظلة التابعة لتحالف أسطول الحرية التوجه نحو غزة بهدف كسر الحصار البحري المفروض عليها.
وجاء ذلك وسط تحذيرات إقليمية ودولية من خطر موت جماعي يهدد حياة أكثر من 100 ألف طفل في غزة، نتيجة استفحال الأزمة الإنسانية.
وفي بيان لجيش الاحتلال، أعلن عن استئناف عمليات الإنزال الجوي الليلي للمساعدات بالتعاون مع منظمات دولية وسلاح الجو الإسرائيلي. وذكر البيان أن عمليات الإسقاط تشمل سبع حاويات محمّلة بمواد غذائية أساسية، رغم أن وكالة الأونروا تؤكد حاجة القطاع إلى ما بين 500 و600 شاحنة مساعدات يومياً لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان.
وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار 2025 جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشّي المجاعة داخل القطاع.
وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وخلفت الإبادة أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.