تركيا
6 دقيقة قراءة
أردوغان: إسرائيل دولة إرهابية ولا يمكن أن تُسمى غير ذلك
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن السكوت عن مجازر إسرائيل يعد مشاركة في هذه الجرائم.
أردوغان: إسرائيل دولة إرهابية ولا يمكن أن تُسمى غير ذلك
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال كلمته بالافتتاح الرسمي لمنتدى أنطاليا الدبلوماسي الرابع / AA
11 أبريل 2025

وفي كلمة خلال الافتتاح الرسمي لمنتدى أنطاليا الدبلوماسي الرابع، اليوم الجمعة، شدد أردوغان على أن إسرائيل "دولة إرهاب".

وأكد أن الوقوف في وجه الهجمات الإسرائيلية على غزة بأقوى الأشكال واجب إنساني وليس من مقتضيات الأخوة فحسب، وأضاف: "إسرائيل ترتكب منذ عام ونصف إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، متجاهلةً كل حقوق الإنسان والقانون الدولي".

وجدد أردوغان دعوته مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى وقف نزيف الدماء في غزة، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأردف: "من الصعب جداً إحلال سلام دائم في غزة مع استمرار إسرائيل في ممارسة إرهاب دولة، وتقويض مساعي وقف إطلاق النار، ومواصلتها قصف المدنيين الأبرياء".

وأشار إلى أن تركيا اليوم هي نفسها التي استضافت على هذه الأرض اليهود المطرودين من أراضيهم قبل 500 عام، ولفت إلى أنه لا يمكن لأحد أن يشوِّه نضال الشعب الفلسطيني البطولي ضد الاحتلال عبر وصمه بـ”الإرهاب".

وتساءل الرئيس التركي قائلاً: "هل يمكن لدولة شرعية، حتى في زمن الحرب، أن تتصرف بهذه الطريقة؟ أليس هذا هو الإرهاب بعينه الذي تمارسه دولة؟ لذلك، فإن إسرائيل هي دولة إرهابية، ولا يمكن أن تُسمى بغير ذلك".

وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وفرض نكبة ثانية عليهم. وحذَّر من أن إسرائيل، التي لا تُحاسَب قانونياً على أيٍّ من جرائمها، تزداد شراسة ووحشية في كل هجوم جديد.

وأضاف أردوغان أن الفلسطينيين يدافعون عن أرضهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأنهم مصدر فخر للإنسانية. وشدد على أن الشعب التركي، كما كان عبر التاريخ، يقف اليوم أيضاً في تضامن كامل مع الشعب الفلسطيني.

وأرسلت تركيا، حسب أردوغان، منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة، أكثر من 101 ألف طن من المساعدات الإنسانية بمساعدة من دول في المنطقة.

ولفت إلى أنّ تحقيق السلام الدائم في المنطقة سيكون بالغ الصعوبة ما دام الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل في غزة مستمراً، وما دامت تُقوَِض جهود وقف إطلاق النار، وما دامت القنابل تتساقط على الأبرياء.

وشدد أردوغان قائلاً: "السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق إلا على أساس حل الدولتين في القضية بين إسرائيل وفلسطين"، وأكد أن السلام مرتبط بإقامة دولة فلسطينية حرة، ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، ضمن حدود عام 1967.

“الإنسانية أكبر من الدول الخمس”

وشدد الرئيس التركي على أن العالم أكبر من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، لأن الإنسانية أكبر من هذه الدول، وأشار إلى أن النظام الدولي لا يُظهر نفس النجاح في مواكبة العصر مقارنةً بما تحققه البشرية من قفزات تكنولوجية جديدة ومتتالية.

وقال: "نعيش في فترة نواجه فيها مشكلات تمس البشرية جمعاء، مثل الإرهاب، والجوع والفقر والعنصرية ومعاداة الإسلام والمهاجرين وأزمة المناخ، ومع ذلك نشهد بكل أسف أن المجتمع الدولي عاجز عن تطوير سياسات أكثر عدلاً وإنصافاً".

وتابع الرئيس أردوغان: "العالم أكبر من خمس. لأن الإنسانية أكبر من خمس. هدفنا من هذا التأكيد هو ترسيخ هذا المفهوم"، وزاد أن "تركيا بما تملكه من خبرة وتاريخ وثروة بشرية وعمق ثقافي تُعد من بين الدول التي يمكنها إيصال هذه الرسالة إلى العالم بأوضح طريقة".

وأكمل الرئيس أردوغان: "لسنا دولة تقع في منطقة بعيدة عن الأزمات وتتمتع بالراحة، بل نحن موجودون في منطقة ذات أهمية استراتيجية، ولكنها في الوقت نفسه عُرضة للأزمات. وهذا حالها عبر التاريخ".

“لسنا مجرد سكان”

وقال الرئيس التركي: "لسنا مجرد سكان في هذه الجغرافيا، بل نحن أيضاً أصحابها. كنا هنا منذ ألف عام، على هذه الأرض. وبإذن الله سنبقى هنا لقرون عديدة قادمة". وشدد على أن سياسة تركيا قائمة على أن تكون هذه المنطقة العريقة تاريخياً، أرضاً للحضارة والسلام والأمان والاستقرار.

واستطرد: "لم نعد نرغب في رؤية منطقة يسودها الصراع، بل نريد التفاهم. لا الانقسام، بل الوحدة. لا الدم والدموع والألم والتوتر، بل الرفاهية والاستقرار. نريد أن نعيش في عالم كهذا، وأن نترك لأبنائنا عالماً كهذا. وندرك بالطبع أن هذا ليس بالأمر السهل".

وأوضح أردوغان أنهم يدركون أن السلام يتطلب جهداً أكبر من الحرب. وتركيا انطلاقاً من هذا المفهوم تسعى من أجل السلام والاستقرار في دول مثل أوكرانيا والسودان وليبيا والصومال، وكذلك يتحملون المسؤولية في إفريقيا وآسيا من خلال مبادرات الوساطة الحوار.

ومضى بالقول: "نسعى إلى تشكيل حزام من السلام والأمن حول بلادنا من خلال إقامة علاقات جيدة مع جيراننا، وتوسيع مجالات التعاون والتجارة، وبناء جسور الحوار بين الأطراف المتنازعة". وشدد على أن تركيا ليس لها أطماع في أرض أحد، أو في سيادة أو موارد أي دولة قائلاً: "لا يمكن تأسيس مستقبل مزدهر على الاستغلال والصراع".

“إسرائيل تقوِّض ما أنجزه الشعب السوري”

وأوضح الرئيس التركي أن إسرائيل، من خلال هجماتها، خصوصاً على لبنان وسوريا، أصبحت تتحول إلى دولة تشكل تهديداً مباشراً لاستقرار المنطقة. وأشار إلى أن هذه الهجمات تعرقل أيضاً الجهود المبذولة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.

واتهم الرئيس التركي إسرائيل بأنها تحاول تقويض ما أنجزه الشعب السوري في 8 ديسمبر/كانون الأول، وذلك من خلال "إثارة الانقسامات العرقية والدينية، وتحريض الأقليات في البلاد ضد الحكومة".

وتطرَّق إلى التَّبِعات التي تحمَّلتها تركيا في الفترة السابقة جراء حالة عدم الاستقرار في سوريا قائلاً: "لا يمكننا السماح بتضييع الفرصة التي أتاحتها ثورة 8 ديسمبر/كانون الأول لتحقيق الاستقرار الدائم، ليس فقط في سوريا، بل في منطقتنا بأسرها. كما لا يمكننا التغاضي عن انزلاق سوريا مجدداً إلى دوامة من عدم الاستقرار".

وأكد أردوغان أن وحدة الأراضي السورية واستقرارها وأمنها لا يمكن فصلها عن أمن تركيا واستقرارها، وقال: "الشعب السوري ذاق ما يكفي من الألم والظلم والحرب. على من يخطط لإعادة هذه المعاناة إلى أشقائنا السوريين أن يُعيد حساباته".

وأضاف: "لا ينبغي لأحد أن يُسيء فهم رباطة جأشنا، وصبرنا، ونهجنا القائم على حل القضايا عبر الحوار. إن هدوءنا يجب أن لا يُغري البعض بأوهام خاطئة وخطيرة". وأكد أن تركيا في سياستها الخارجية لا تتحرك وفق نيَّات خفية أو أجندات سرِّية، بل تنطلق من مبادئ واضحة.

وشدد الرئيس التركي على أن ما تريده تركيا هو السلام، والاستقرار، والرفاهية، والأمن لجميع شعوب المنطقة. ولفت إلى أنهم متفقون وعبر حوار وثيق مع جميع الأطراف المؤثرة في المنطقة، وفي مقدمتهم الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترمب.

وأكد أنّ تركيا ستواصل بكل حزم اتخاذ جميع الخطوات اللازمة في إطار هذا التفاهم، وفي ضوء الأمن القومي التركي، والتفاهمات القائمة بين تركيا وبين الحكومة السورية.

“الانفتاح من جديد على آسيا”

أوضح الرئيس أردوغان، أنهم من خلال سياسة "الانفتاح من جديد على آسيا"، يواصلون تعزيز الاتصالات والمشاورات السياسية مع دول آسيا يوماً بعد يوم.

وبعد الاستفاضة في حديثه عن تعزيز العلاقات مع دول الجوار، قال الرئيس التركي: "أما الجمهوريات الشقيقة في آسيا الوسطى، فإنها تزداد أهمية ومكانة في سياستنا الخارجية يوماً بعد يوم".

وتابع أردوغان حديثه قائلاً: "اتخذت منظمة الدول التركية في السنوات الأخيرة خطوات مهمة نحو التكامل، وأسهمت بشكل كبير في تعزيز هذا التعاون. لقد كثفنا في الآونة الأخيرة جهودنا من أجل الاعتراف بالمساواة السيادية والوضع الدولي المتكافئ لشعب قبرص التركية. وسنواصل هذا المسار بصبر حتى يتحقق العدل في الجزيرة".

هدف الاتحاد الأوروبي

أكد الرئيس أردوغان، أن العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي لا تزال هدفاً استراتيجياً لتركيا. وبيَّن أنّ الأمور التي تمنع الاتحاد الأوروبي من إظهار الإرادة اللازمة لدفع عملية عضوية تركيا هي: المخاوف والأحكام المسبقة، وبعض الأطراف التي أَسَرَت الاتحاد من الداخل".

وقال: "إذا كان الاتحاد الأوروبي يريد تجاوز التحديات الحالية، ويرغب في أن يحظى بمكانة لائقة في النظام العالمي المتغير، فعليه أن يتصرف على هذا الأساس، ويتخلص من أعبائه، ويمنح تركيا مقعدها في الاتحاد كعضو كامل دون تأخير". وأضاف: "نحن مستعدون وعازمون على المضي قُدماً في عملية العضوية، وننتظر من الاتحاد الأوروبي خطوات ملموسة في هذا الاتجاه".

وفي ظل النقاشات الدائرة حالياً حول مستقبل الناتو والهندسة الأمنية لأوروبا، أوضح أردوغان أن الأمن الأوروبي لا يمكن تصوره من دون تركيا، وقال: "تركيا، التي تقود ثاني أكبر جيش برِّي في الناتو، مستعدة لتحمّل المسؤوليات المستقبلية في أمن أوروبا، خصوصاً من خلال صناعتها الدفاعية التي حققت بها تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة".

مصدر:TRT ARABI
اكتشف
"تلتزم تحقيق السلام مع لبنان".. المبعوث الأمريكي يدافع عن إسرائيل رغم اعتداءاتها المتواصلة
البرغوثي: نواجه مخططات تطهير عرقي ضد الفلسطينيين.. وأمريكا تواصل انحيازها الكامل لإسرائيل
مظاهرة داعمة لفلسطين أمام البيت الأبيض احتجاجاً على زيارة نتنياهو
جيش الاحتلال يعلن اعتقال خلية يزعم أنها تتبع فيلق القدس الإيراني جنوبي سوريا
ترمب يتوعد الدول المتحالفة مع بريكس برسوم جمركية إضافية بنسبة 10%
ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في تكساس إلى 82 قتيلاً وسط استمرار البحث عن مفقودين
ترمب: أمامنا فرصة جيّدة للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن في غزة هذا الأسبوع
قادة "بريكس" يدعون إلى إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية ويُدينون الهجمات على إيران
القسام تستهدف تجمعات لجيش الاحتلال بخان يونس وتقصف مستوطنتين محاذيتين لغزة
بلا نتيجة حاسمة.. انتهاء الجلسة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل
جيش الاحتلال يستهدف مواني ومحطة كهرباء في اليمن والحوثيون يعلنون التصدي للهجوم
الضفة.. شهيدان في نابلس وإخطارات بالهدم في الخليل و296 انتهاكاً إسرائيلياً في سلفيت
الدوحة.. جولة مفاوضات جديدة غير مباشرة بين حماس وإسرائيل لأجل وقف إطلاق النار في غزة
"بملايين الدولارات".. تقرير بريطاني: شركة أمريكية تخطط لتهجير فلسطينيي غزة عبر المساعدات الإنسانية
عائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب باتفاق شامل تزامناً مع مفاوضات الدوحة
ألق نظرة سريعة على TRT Global. شاركونا تعليقاتكم
Contact us