وبدأ السيناتور عن ولاية نيوجيرسي، بوكر، إلقاء خطاب ماراثوني ضد سياسات الرئيس ترمب "غير الدستورية"، عند الساعة 19:00 بالتوقيت المحلي من يوم الاثنين، وأكمله بعد 25 ساعة و4 دقائق.
وانتقد السيناتور خلال خطابه، الذي بثته وسائل إعلام أمريكية على الهواء مباشرة، تخفيضات الميزانية التي أقرتها إدارة ترمب، وتسريح العمال في الإدارة الفيدرالية، وعمليات تقليص الميزانية في إطار وزارة كفاءة الحكومة.
وقال: "أقف اليوم بنيّة تعطيل العمل الاعتيادي لمجلس الشيوخ الأمريكي ما دمت أستطيع ذلك. أقف الليلة لأنني أومن إيماناً راسخاً بأنَّ بلدنا في أزمة".
وتعيَّن على بوكر أن يبقى واقفاً أمام المنصة الليل بطوله دون أيّ استراحة، ولا حتى الذهاب إلى الحمَّام، حتى يتمكن من الاستمرار في الكلام.
ورغم أنَّ خطاب بوكر لم يمنع الحزب الجمهوري الذي يسيطر على مجلس الشيوخ من مواصلة أعماله الاعتيادية، فإنه سرعان ما جمع الديمقراطيين حوله رغم انقساماتهم.
وأضاف بوكر بصوت متقطع: "هذه ليست أوقاتاً عادية في أمريكا... ولا ينبغي التعامل معها على هذا النحو".
وبدأ بوكر خطابه الساعة 19:00 (23:00 ت غ) الاثنين، وكان ما زال يواصل الكلام حتى عصر الثلاثاء في الساعة 15:00، أي بعد 20 ساعة.
وانتقد بوكر سياسات ترمب المتطرفة لخفض التكاليف وتقليص مستشاره إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، برامج حكومية بأكملها دون موافقة الكونغرس.
وقال السيناتور إن إحكام ترمب سيطرته على السلطة التنفيذية يعرّض الديمقراطية الأمريكية في حد ذاتها للخطر.
وأضاف أن "الأمريكيين من كل الخلفيات يتحملون مصاعب لا داعي لها. والمؤسسات التي تتميز بها أمريكا، وهي مؤسسات قيمة وفريدة من نوعها في بلدنا، تتعرض للهجوم، بل حتى للتدمير المتهور، بل أقول، بما يخالف الدستور".
وتابع: "في غضون 71 يوماً فقط ألحق رئيس الولايات المتحدة ضرراً بالغاً بسلامة الأمريكيين واستقرارهم المالي، وهي الأسس الجوهرية لديمقراطيتنا".
ولأن خطاب بوكر في مجلس الشيوخ لم يأتِ خلال التصويت على أي مشروع قانون، فهو لم يمثّل عرقلة تشريعية من الناحية التقنية.
لكن كلمته الماراثونية قد تعرقل عمل مجلس الشيوخ عند بدء أعماله الثلاثاء.
وقال المكتب الصحفي للمجلس، في منشور على إكس، في ساعة مبكرة الثلاثاء: "التصويت التالي: يُعلَن عنه في وقت لاحق".
كما عرض بوكر، في خطابه، مخاوفه من أن يقوّض ترمب أو يفكك إدارة الضمان الاجتماعي.
وقال: "سأُناضل من أجل ضمانكم الاجتماعي، سأُناضل من أجل حماية الوكالة، سأُحارب التخفيضات غير الضرورية التي تضرُّ بالخدمة التي تُقدّمها".
ويقترب بوكر من تحطيم الرقم القياسي لأطول خطاب في مجلس الشيوخ.
وكان أطول خطاب مسجّل في مجلس الشيوخ هو خطاب ستروم ثورموند، عن ولاية كارولاينا الجنوبية، الذي أخّر إقرار قانون الحقوق المدنية عام 1957 لمدة 24 ساعة و18 دقيقة.
وألقى السيناتور الجمهوري تيد كروز، عن ولاية تكساس في سبتمبر/أيلول 2013، خطاباً استمر 21 ساعة، وذلك احتجاجاً على قانون التغطية الصحية "أوباما كير".
وتسمح قواعد الإجراءات في مجلس الشيوخ لأي سيناتور بالتحدث لأي وقت يريد بشرط أن يظل واقفاً في أثناء الكلام وألا يأخذ استراحة، ويطلَق على هذا التكتيك اسم "قرصنة" لأن العضو يصادر بذلك قدرة المجلس على إغلاق المناقشات.
والفترة الوحيدة المسموح بها من الراحة هي فترة تلقّي المتحدث سؤالاً من عضو آخر، وهو سؤال يمكن بدوره أن يطول كثيراً، مما يعطي السيناتور الواقف أمام المنصة فرصة لالتقاط أنفاسه.