يأتي ذلك في إطار الإبادة الجماعية التي يواصلها الجيش الإسرائيلي للشهر الثاني والعشرين ضد الفلسطينيين في القطاع، حيث طالت الهجمات الأخيرة شقة سكنية وخيام نازحين وتجمعات مدنيين.
وأفادت مصادر محلية، في أول ساعات اليوم الخميس، بأن ثلاثة شهداء سقطوا نتيجة قصف مدفعي استهدف تجمعاً لمنتظري المساعدات قرب أبراج القسطل شرق دير البلح وسط القطاع، فيما أُصيب آخرون في الموقع ذاته.
وأوردت مصادر محلية أن طائرات الاحتلال نفَّذت غارات قرب مسجد الشهيد في مخيم البريج، وأخرى في محيط مدينة حمد شمال خان يونس، كما فجّر جيش الاحتلال عدداً من المنازل السكنية في منطقة السطر بخان يونس، مواصلاً عملياته العسكرية في جنوب القطاع.
والأربعاء استُشهد 5 فلسطينيين وأُصيب 58 آخرون بينهم حالات خطيرة في قصف إسرائيلي مدفعي استهدف منتظري شاحنات المساعدات قرب منطقة "زيكيم" التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي شمال غربي بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع.
كما استُشهد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً لمدنيين في شارع العشرين بمخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، ما يرفع إجمالي الضحايا من 5 إلى 8.
وجنوبي القطاع، استُشهد فلسطيني وأُصيب أكثر من 10 آخرون في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس. وقبل ذلك، استُشهد 44 فلسطينياً في هجمات إسرائيلية متفرقة على القطاع.
وشرق مدينة غزة، استُشهد 5 فلسطينيين وأُصيب آخرون في غارتين إسرائيليتين استهدفتا حي التفاح والزيتون، فيما استُشهد فلسطيني وأُصيب آخر بقصف استهدف محيط مسجد الإيبكي بحيّ الدرج.
كما استُشهد 7 فلسطينيين بينهم 5 أطفال وجنين خرج من بطن والدته، وأُصيب آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية غرب مبنى الإذاعة والتليفزيون في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة. وفي مخيم الشاطئ، استُشهدت طفلة فلسطينية وأُصيب 11 آخرون معظمهم من الأطفال في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في متنزه المخيم شمال غربي مدينة غزة.
وفي محافظة الشمال، أُصيب مسعف بجراح خطيرة جراء استهداف مسيَّرة إسرائيلية مركبة إسعاف تابعة لوزارة الصحة قرب مستشفى حمد (غرب).
وفي وسط القطاع، تمكن فلسطينيون من انتشال جثامين 12 شهيداً من جنوب مدينة دير البلح، بعد انسحاب جيش الاحتلال من المنطقة، وتراجع الآليات العسكرية إلى المناطق الشرقية.
واستُشهد فلسطينيان؛ الأول متأثراً بإصابته بنيران مسيّرة إسرائيلية في منطقة أم ظهير جنوب شرقي دير البلح، والآخر في قصف مُسيرة إسرائيلي تجمعاً مدنياً في شارع العشرين بمخيم النصيرات. وفي مخيم النصيرات أيضاً، استُشهد 5 فلسطينيين وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مدخل شارع العشرين.
كما استُشهد 4 فلسطينيين باستهداف إسرائيلي لتجمعات المدنيين قرب نقطة توزيع المساعدات الأمريكية في محيط محور "نتساريم". وأما في بلدة الزوايدة، فقد استُشهد فلسطيني بقصف مسيَّرة إسرائيلية استهدف محيط منطقة ترنس البابا.
وخلال ساعات الليل، قصفت المدفعية الإسرائيلية والمقاتلات بشكل عنيف عدة أنحاء من جنوب شرقي مدينة دير البلح وشرق مخيم البريج، فضلاً عن إطلاق آليات الجيش نيرانها بشكل مكثف شرق المحافظة.
وفي جنوب القطاع، استُشهد فلسطينيان وأُصيب 40 آخرون بجراح جراء استهداف الجيش الإسرائيلي منتظري المساعدات الأمريكية قرب مركز التوزيع شمال مدينة رفح. كما استُشهد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف تجمعين من المواطنين في بلدة بني سهيلا شرقي مدينة خان يونس.
وفي الشأن الإنساني، أكد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن 90% من سكان غزة يواجهون صعوبة في الحصول على المياه. وأوضح أن المنظمة مصمِّمة على البقاء في قطاع غزة، داعياً إلى حماية أطقم المنظمة والوكالات الأممية.
معارك مستمرة مع المقاومة
أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، الأربعاء، قتل وإصابة أكثر من 15 عسكرياً إسرائيلياً في 3 عمليات نفَّذتها ضد القوات المتوغلة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة.
جاء ذلك في 3 بيانات صدرت عن القسام، في سياق ردودها على استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في القطاع منذ نحو 22 شهراً.
وقالت القسام في بيان، إن مقاتليها تمكنوا الثلاثاء، "من استهداف قوة صهيونية قوامها 7 جنود صهاينة بعبوة مضادة للأفراد وإيقاعهم بين قتيل وجريح في منطقة مفترق المشروع، شرق مدينة رفح، جنوب القطاع"، دون تفصيل عدد القتلى والجرحى. وأفادت بأن مقاتليها رصدوا "هبوط طيران مروحي للإخلاء".
وفي بيان ثانٍ، أوضحت القسام أن مقاتليها تمكنوا في 17 يوليو/تموز الجاري "من تفجير عبوتين مضادتين للأفراد في قوة صهيونية هندسية قوامها 8 جنود وأوقعوهم بين قتيل وجريح قرب مفترق دير ياسين بحي الجنينة شرق مدينة رفح جنوبي القطاع"، دون تفصيل عدد القتلى والجرحى.
وذكرت في بيان ثالث أن مقاتليها تمكنوا في 15 من الشهر الجاري "من استدراج قوة صهيونية لشَرَك خداعي داخل أحد المنازل".
وتابعت: "فور وصول الجنود إلى داخل المنزل انفجرت العبوة وأوقعت أفراد القوة بين قتيل وجريح في منطقة بلدية الشوكة شرق مدينة رفح". ولم تذكر القسام في بيانها الثالث عدد أفراد القوة الإسرائيلية.
والثلاثاء، أفاد جيش الاحتلال بإصابة 3 عسكريين، بينهم قائد فصيل، بجروح خطيرة في معارك بأنحاء غزة.
وحتى مساء الأربعاء، قُتل 894 عسكرياً إسرائيلياً وأُصيب 6112 منذ بدء الحرب على غزة، حسب بيانات الجيش الذي يواجه اتهامات محلية بإخفاء خسائر أكبر.
تأتي هذه الاستهدافات فيما تواصل إسرائيل الإبادة التي ترتكبها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عبر القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلةً النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلَّفت الإبادة، بدعمٍ أمريكي، أكثر من 202 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافةً إلى مئات آلاف النازحين ومجاعةً أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.