وتأتي هذه التطورات وسط استمرار الحرب وتصاعدها، مع سيطرة روسيا على جزء من منطقة سومي بمساحة 200 كيلومتر مربع ودخولها منطقة دنيبروبيتروفسك الشهر الماضي، فيما لم يصدر تأكيد رسمي من الجانب الأوكراني أو وزارة الدفاع الروسية.
ووفقاً لخريطة ديب ستيت الأوكرانية، تسيطر روسيا الآن على 113,588 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية، بزيادة قدرها 943 كيلومتراً مربعاً خلال الشهرين الماضيين حتى 28 يونيو/حزيران. وأكد المسؤول الموالي لروسيا فلاديمير روجوف سيطرة القوات الروسية على قرية داتشنوي في دنيبروبيتروفسك.
من جانبها، أعلنت روسيا استعدادها للسلام بشرط انسحاب أوكرانيا من المناطق الأربع التي تسيطر عليها موسكو، والتي وصفها الرئيس فلاديمير بوتين بأنها أصبحت جزءاً من روسيا.
وتعارض أوكرانيا ودول أوروبا هذه الشروط التي تعتبرها استسلاماً، مؤكدين رفضهم لسيطرة روسيا على خُمس مساحة أوكرانيا، التي تشمل شبه جزيرة القرم، وأغلب منطقة لوجانسك، وأجزاء كبيرة من دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، بالإضافة إلى أجزاء من مناطق خاركيف وسومي ودنيبروبيتروفسك.
وفي جانب عسكري، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 16 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل، منها عشر طائرات فوق منطقة كورسك الحدودية وخمس فوق بحر آزوف، دون ذكر وقوع أضرار. وتكتفي الوزارة عادة بذكر عدد الطائرات التي تدمرها دون الإشارة إلى عدد الطائرات التي تطلقها أوكرانيا.
وعلى الصعيد السياسي، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن وتيرة محادثات السلام تعتمد على موقف كييف وفاعلية الوساطة الأمريكية والوضع الميداني، مشيراً إلى أن روسيا تأمل في تحديد مواعيد الجولة التالية قريباً.
وتستمر المحادثات رغم عدم إحراز تقدم يُذكر، بعد جولات مباشرة عُقدت في إسطنبول في مايو/أيار ويونيو/حزيران، أسفرت عن تبادل أسرى ورفات جنود لكن لم تؤدِّ إلى وقف إطلاق النار. وكان الرئيس بوتين وصف مقترحات السلام المقدمة من الطرفين بأنها متناقضة تماماً. وأعلنت تركيا استعدادها لاستضافة جولات جديدة من المفاوضات.
على الصعيد الأوروبي، وصلت وزيرة الخارجية الألمانية يوهان فاديفول إلى كييف اليوم لبحث دعم أوكرانيا عسكرياً وإنسانياً واقتصادياً.
وأكدت أن بلادها ستواصل دعم أوكرانيا لتتمكن من الدفاع عن نفسها بالدفاع الجوي الحديث والأسلحة الأخرى، في ظل طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعماً من واشنطن وحلفائها لتعزيز دفاعات بلاده الجوية بعد هجوم روسي واسع شمل مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية والكروز.
وتعتبر ألمانيا ثاني أكبر داعم عسكري لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، التي يشهد التزامها تجاه كييف حالة من الغموض، مما يضغط على أوروبا لتكثيف دعمها.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.